Musume Janakute Mama ga Sukinano !? - الفصل الأول
♥
يبدأ يوم الأم العزباء في الصباح الباكر.
أستيقظ مبكرا، أقوم بفرك عيني الناعستين من ثم أطهو الغداء كل صباح لابنتي طالبة الثانوية.
هاا! أتمنى لو أن المدارس الثانوية فيها كافتيريا كما في المدارس المتوسطة.
“ليس وكأن التذمر سيفيد بأية حال.”
حال انتهائي من تنهدي قليت بعض البيض في المقلاة المربعة، كما تعلمون فإن البيض المقلي يمكن استعماله كصنف جانبي في فطور بناتكم وأيضا في غدائهن، لذلك يسمى بأفضل أصدقاء ربات البيوت.
حساء الميسو الذي كنت أحضره مع البيض أوشك على الغليان لذلك أطفئت النار تحته بسرعة.
دعني اتذوق القليل و… بالضبط. أنه ليوم جيد أيضا.
ومع إنهائي من إعداد الإفطار وتجهيزه على الطاولة.
“وااااهه! هذا سيئ! هذا سيء! لقد أطلت نومي!!”
ابنتي ميو نزلت من الطابق الثاني بصخب ليس بهيّن.
كوني امرأة كبيرة في الثلاثين من عمري، لم أكن متأكدة فيما لو كان مصطلح الإطالة في النوم شيء اخترعته من وحي عقلها او ان شباب هذه الأيام يستعملون مصطلحات مماثلة.
بعد نزولها من الطابق الثاني ذهبت الى دورة المياه وبعد ان أنهت التجهز، حضرت أخيرا الى غرفة المعيشة.
ميو لبست ثيابها المدرسية التي تخص الثانوية التي التحقت بها في إبريل الماضي.
كانت إحدى أفضل المدارس في المحافظة. لأكون صريحة درجاتها في المدرسة المتوسطة لم تكن ممتازة، لكن الفضل يعود الى المدرس الممتاز الذي حظيت به أنها استطاعت الالتحاق بها. كان ذلك الزي زي المدرسة الرفيعة التي يتمنى الكثيرون من أبناء المحافظة أن يلبسوه، لكن ابنتي لم تلقي للأمر نفس الاهتمام.
اوه! انظري! قميصك به انثناءات بسبب قلة اهتمامك به.
لقد كويته بالأمس!
“لماذا لم توقظيني يا أمي؟!”
“حاولت ذلك، حاولت ذلك كثيرا في الواقع، لكنك لم تستيقظي. هيا كلي بسرعة. إذا لم تسرعي، تاكّون سيأتي لاصطحابك قبل ان إنهاءك لطعامك.”
“أعلم!”
جلست ابنتي على مائدة الفطور وبدأت تأكل في عجلة.
ميو كاتسوراغي.
لسنا مرتبطين بالدم لكنها ما تزال ابنتي أنا، أياكو كاتسوراغي.
إحم… في الواقع…
عمليا نحن مرتبطتان بالدم.
لأنها ابنة أختي.
منذ ذلك اليوم…
لقد مضت عشرة سنوات على اليوم الذي قررت فيه الاعتناء بها بعد الجنازة، وقد بدأت العيش معها سويا في منزل أختي وزوجها الذي تركاه بعد رحيلهما.
لم أستطع تصديق ذلك.
بطريقة ما، عشرة سنوات مرت بلمح البصر.
الكثير من الأمور حصلت منذ تلك الفترة… لا أستطيع ذكرها كلها في عدة كلمات، لكن ما يهم أننا الآن أم وابنتها.
مجرد سماعها تناديني بأمي يجعلني قادرة على بذل جهدي طوال اليوم!
“آه، يا إلهي… تاكو-ني ليس عليه ان يأتي ليصحبني يوميا. في النهاية سنفترق في محطة القطار.”
“لا تقولي ذلك. هو يقوم بذلك دائما من أجلك، انت تعلمين ذلك، صحيح؟ بالإضافة… ذلك يجعلك سعيدة أليس كذلك؟”
“ما الذي تعنيه بذلك؟”
“لا شيء تحديدا، لكن إذا استمريت بالتراخي في هذا الأمر، ستسرقه فتاة أخرى بعيدا.” قلت ممازحتا وميو تنهدت.
“اسمعيني… اعدت ذلك مرارا وتكرارا أنا وتاكو-ني ليس لدينا تلك العلاقة التي تتخيلينها، لسنا سوى أصدقاء طفولة وهو أيضا معلمي. وذلك كل شيء.”
“ماذا؟ حقا؟!”
“أجل حقا. أنا لا أراه بتلك الطريقة وهو كذلك.”
بجدية، إنها ليست صريحة البتة.
يا لها من خسارة، كلاهما يليق بالآخر.
وانا لا أعتقد أنه لا يراها بتلك الطريقة.
أين يمكنك أن ترى رجلا يأتي كل يوم في الصباح ليصحبك دون أي تذمر؟
أجل، وكما كنت أقول.
*دينغ دونغ*
قرع جرس المنزل، ذهبت الى الباب.
“صباح الخير أياكو-سان.”
شاب القى لي التحية بلباقة في اثناء فتحي للباب.
كان يرتدي قميصا مكويا وسروال من الجينز، كان لديه حقيبة يد عصرية وساعة باهظة على ساعده الأيسر، سمعت أن أباه أهداه إياها بعد التحاقه بالجامعة.
“صبح النور تاكّون.”
تاكّون… تاكومي أتيرازاوا –كون.
انه طالب جامعي يعيش بالمنزل المجاور.
وهو أيضا صديق طفولة ميو.
كان صديقا لميو حتى قبل مجيئي الى هنا، في الوقت الذي كانت فيه اختي وزوجها على قيد الحياة.
لمدة عشرة سنوات… منذ اليوم الذي قررت فبه الاعتناء بميو وبداية العيش في هذا المنزل، لقد كنا في علاقة ممتازة مع جيراننا.
بالمناسبة تاكّون هو أيضا معلم ميو.
هو يذهب الى جامعة مشهورة، وبفضل توجيهه العاطفي، تمكنت ميو من أن تقبل في الثانوية التي أرادت.
“أنا آسفة تاكّون. ميو أطالت النوم وما زالت تتناول فطورها، هل يمكنك الانتظار قليلا؟”
” آسفة تاكو-ني! أعطني دقيقة فحسب!” صوت ميو كان قد صدر من غرفة المعيشة، ابتسم تاكّون بسخرية.
“حسنا. اوه وأيضا… أياكو-سان، أرجوك توقفي عن مناداتي بتاكّون، لقد اتممت العشرين من عمري بالأمس.”
“آسفة إن الطبع يغلب التطبع. لكنك… محق, انت الآن في العشرين من عمرك.”
مع إحساس شاعري عميق، نظرت له.
“لقد كنت ظريفا جدا في صغرك، لكنك الآن نضجت قبل أن الحظ ذلك.”
عندما التقينا… كان طفلا صغيرا جدا ونحيلا لدرجة أنه كان يبدو كالفتيات.
لكن منذ بدئه السباحة في المرحلة المتوسطة، نضج وبنى عضلاته والآن أصبح شابا وسيما.
تقدمت خطوة الى الأمام وربته على رأسه. حتى بالرغم من كوني أعلى منه بدرجة ما زال رأسه أعلى من رأسي. لقد نضج كثيرا بالفعل.
وعندها، رجع تاكّون للخلف منحرجا.
“أر-أرجوك توقفي، أنا لم أعد طفلا كالسابق.”
“أوه أنا آسفة. كنت غارقة في التفكير بمدى نضجك، تاكّون.”
“…توقفي عن مناداتي بذلك!”
“آه هذا صحيح. همم… لكنني اعتدت على مناداتك بتاكّون، لذلك من الصعب تغير ذلك مباشرة. فبعد كل شيء كنت أناديك تاكّون لمدة عشر سنين.”
“…”
“بالمقابل، يمكنك انت تنادني بأياكو-ماما كما اعتدت أن تفعل.”
“أي صفقة هي هذه…!؟”
“فوفو، لا بأس انت بمثابة ابني الظريف.”
“…أنا لست ابنك.” همس وقال بنبرة صوت جدية “أنا… لست ابنك أياكو-سان.”
“تاكّون…؟”
“…آه أنا آسف على ذكري لموضوع بذلك الوضوح.”
“أوه؟ آه. ل-لا… ليس بالأمر المهم.”
تاكّون أظهر ابتسامة مبتذلة وقد بادلته بأخرى مشابهة، لكن قلبي كان ينبض بسرعة أسرع قليلا.
لقد فاجئني ذلك.
لم… بدأ بالحديث معي بتلك الرسمية…؟
بالنظر إلى صوته الرجولي العميق، جعلني أدرك أنه أصبح رجلا راشدا بالفعل مما جعل نبضات قلبي تتسارع.
“آسفة لقد تأخرت!” ميو التي بدت كأنها انتهت من تناول إفطارها، حضرت وارتدت حذاءها. “آسفة على جعلك تنتظر تاكو-ني.”
“لا تقلقي بخصوص ذلك. على كل، إلى اللقاء أياكو-سان”
” إننا ذاهبون~.”
“حسنا، يوما سعيدا. آه صحيح” فجأة تذكرت شيئا وقلته فقط من باب الاحتياط “مساء اليوم… سنبدأ بتمام الساعة الخامسة لا تتأخر.”
“حسنا”
“تمام”
كلاهما أومئا برأسيهما ورحلا.
تنفست تنهدة الارتياح.
في كل صباح، اللحظة التي أودع فيها ابنتي أشعر بالارتياح بسبب قدرتي على الارتياح بكوني وحدي والحزن بسبب كوني بمفردي.
آه صحيح…!
حضرت على بالي تلك الفكرة.
إذا هجرتني ميو يوما ما…. إذا تزوجت وغادرت هذا المنزل…
هل سأكون بمفردي مجددا؟
لم أرد لميو أن تتركني وحيدة. لذلك قررت الاعتناء بها، لكن يوما ما سأكون وحيدة…
“…لا، لا! ما زال من المبكر جدا قول ذلك”
ما زالت في الخامسة عشر من عمرها.
وهي ليست سوى فتاة في الثانوية.
ما زال من المبكر جدا القلق بخصوص المستقبل بهذا الشكل.
“لكن… آه، ذلك صحيح. إذا كان تاكّون زوجها… حتى لو تزوجا وعاش في منزل والديه فلن أشعر بالوحدة بما أنهما في المنزل المجاور.”
إذا عاشت ابنتي في المنزل المجاور بعد زواجها… أجل، ذلك سيكون عظيما.
لن أشعر بالوحدة بتاتا!
تاكّون شاب لطيف وجدّي، وقد أصبح بالغا ووسيما قبل أن أدرك ذلك، وهو أيضا يلتحق بجامعة ممتازة، مما يعني انه يمتلك مستقبلا واعدا!
ذلك ما يجعله أفضل خليل لابنتي!
في تلك الحالة… علي أن أجمع بينهما في أقرب وقت ممكن!
وأجعلهما يعتنيان بي جيدا عندما أتقدم في السن!
“في الواقع أعتقد أنهما يليقان ببعضهما بشكل ممتاز… همم؟”
بعدما صحيت من أوهامي، ذهبت للمطبخ ووجدت شيئا.
لقد كان صندوق طعام الذي بذلت جهدي لصنعه هذا الصباح.
“آاااه… يا إلهي!”
خرجت جارية من منزلي أنادي أولئك الاثنين الذين يمشيان بسعادة على الرصيف.
” مه-مهلا، ميو! لقد نسيت غدااائك!”
لقد مضت عشر سنوات منذ بداية عنايتي بابنتي.
ووجود صباح مليء بالضجة كهذا لم يكن بشيء جديد على روتيني اليومي.
بعد توديعي لابنتي، قمت بطي الملابس والتنظيف، وبدأت بعملي.
ثم تحولت من وضع الأم الى وضع سيدة الأعمال.
وضعت حاسوبي المحمول فوق الطاولة بجانب مشروبي الذي أعددته مسبقا.
بالمناسبة ذلك كان عصيرا صحيا اعددته بواسطة ماكينة صنع القهوة.
كان ذلك عصير أخضر سهل الشرب، عصير عجيب يوازي حاجة الجسم من البيتا كاروتين، لقد تخطيت عقدي الثالث، لذلك يتوجب علي الاعتناء بنفسي جيدا.
“…مفهوم، أوينوموري-سان، سأعلم الرسام بخصوص نقاشنا اليوم، وسأجمع فريق الكتابة الأسبوع القادم.”
“ممتاز، أنا أعول عليك، كاتسوراغي-كون.”
ما سمعته من الطرف الآخر من المكالمة كان الرد اللطيف المعتاد المتوقع من أوينوموري-سان، كان ذلك صوت امرأة رزينة، لكنه كان خشنا بطريقة ما. لقد كانت دائما رائعة، عملت معها لمدة عشرة سنوات مع ذلك لم أراها أبدا في حالة هلع.
أوينوموري-سان ربة عملي… او بمعنى آخر الرئيس التنفيذي للشركة التي أعمل فيها. بالرغم من كونها أكبر مني بعشر سنوات، صورتها ومظهرها وطريقة تفكيرها ما زالت كما لو كانت يافعة.
“لكنك ساعدتنا كثيرا في هذا المشروع، كاتسوراغي-كون. بدونك لما كنا قادرين على إنهاء هذا العمل.”
“ما الذي تقولينه الآن؟ أنا لست سوى مجرد محررة.”
“لا تكوني متواضعة، كثير من المبدعين يرفضون العمل إلّم تكوني كمسؤولة عن مشاريعهم، إنجازاتك والثقة التي بنيتها طوال العقد المنصرم آتت بثمارها.”
“عقد كامل…”
“نعم، عشرة سنوات. همم… بالرغم من أني انا من يقول هذا، أشعر بالغرابة. لقد مضى عقد كامل منذ بدايتنا بالعمل معا.” شعرت بالحنين بصوتها وبدأت بتذكر الماضي.”
أوينوموري-سان… يوميمي أوينوموري.
امرأة رسمية، ومحررة ذات كاريزما وقد عملت لدى بعض أشهر دور التحرير، إلا أنها قررت الاستقلال وإنشاء شركتها الخاصة (لايت-شيب).”
وقد انضممت لتلك الشركة حديثة التأسيس قبل عشرة سنوات.
جوهر عملي… إنه شيء يصعب شرحه.
نقوم بمختلف أنواع الأعمال الترفيهية والتي ينطبق عليها عبارة رئيستنا “لا بأس بأي شيء طالما أنتم مستمتعون به.”
رسميا أنا أعتبر محررة، لكنني الآن مسؤولة عن القيام بالكثير من الأمور الأخرى. ومؤخرا بدأت اشعر أنني أعمل بشكل رئيسي كوسيط بين الزبائن والمبدعين.
“…أنا ممتنة جدا لك، أوينوموري-سان. لو كنت في شركة عادية، ولموظفة في مثل حالتي، في اللحظة التي أخبرهم فيها دون سابق إنذار أن لدي ابنة، كان ليتم فصلي مباشرة…”
منذ عشرة سنوات… قررت الاعتناء بميو، وقد كان ذلك مباشرة بعد انضمامي لشركة (لايت-شيب).
وبذلك أصبحت الموظفة الجديدة أماً عزباء.
من وجهة نظر مركز الموارد البشرية، ذلك لم يكن أمرا يحتمل المزاح. عندما سألوني في نهاية المقابلة الشخصية “هل تنوين الزواج أو إنجاب الابناء؟” أجبتهم وبكل ثقة “لا، أنا لا أملك أي خطط مماثلة في الوقت الحالي.” لأن تلك كانت الحقيقة.
بطبيعة الحال اضطررت الى مغادرة الشركة في فترة العمل الرسمية بسبب أمور طارئة بعد بداية عملي مثل الاتصالات من المدرسة بخصوص فعاليات أو أحداث معينة أو لأن ميو مرضت بالرشح او أصيبت بالبرد، وبالطبع لم يتم الخصم من مرتبي في كل تلك الأوقات.
في الواقع اعتقدت أنه سيتم طردي بشكل فوري.
لكن أوينوموري-سان قامت بسلسلة من التغيرات من أجلي. فقد قامت بإنشاء نظام يسهل الأمور على الموظفين الذين يضطرون للمغادرة بشكل مبكر أو حتى الذين لا يستطيعون الحضور من الأساس، وذلك أعطاني الفرصة للعمل في منزلي.
“لا يوجد سبب لشكري، إنه من الطبيعي أن تنشأ الشركة البيئة المناسبة لكي يستطيع الموظفين العمل بأقصى طاقاتهم. بالإضافة أنه كان علي دعمك، ليس كرئيس ومرؤوس بل كامرأة. أن يصل بك الأمر أن تعتني بابنة أختك المتوفاة وحدك.”
“أوينوموري-سان…”
“لكن تلك الفتاة التي قررت الاعتناء بها… ميو-تشان أصبحت في المدرسة الثانوية، أليس كذلك؟ ليس عليك أن تجهدي نفسك بالاعتناء بها كما كنت في السابق. ألا تعتقدين أنه قد حان الوقت لتبحثي عن سعادتك الخاصة؟”
“سعادتي الخاصة…؟”
“ألم يطرأ على بالك يوما أن تحصلي على خليل؟”
أوينوموري-سان قالت ذلك بصوت أشبه بصوت رجل مخمور. لكن تغييرها الموضوع بشكل مفاجئ جعلني غير قادرة على الحديث.
“تـ-تقولين خـ-خليل؟!”
“لأنك منذ أن بدأت الاعتناء بميو لم تواعدي أحدا مطلقا، هل أنا مخطئة؟ لقد كنتي صبورة جدا طوال هذه العشرة سنوات، لكنني أعتقد أنه حان الأوان لأن تريحي نفسك من اعتكافك عن الحب.”
“لكن… ليس وكأنني كنت معتكفة عن الحب…”
“إن الحب شيء جميل، كاتسوراغي-كون. إن وقوعك في الحب له القدرة على تحسين أدائك.”
“….أنظر من يتكلم, المرأة التي تم تطليقها للمرة الثالثة.”
“هاهاها، ذلك لأنني امرأة باحثة عن الحب!”
بالرغم من سخريتي منها، لم يبدو عليها ممانعة ذلك.
لقد طلقت ثلاث مرات حتى الآن، وكل تلك المرات كانت بسبب خيانتها… يوميمي أوينوموري امرأة متحمسة وهائجة جدا. لديها دخل مرتفع لكن معظمه يصرف على التعويضات. باختصار، عليها أن تدفع لأزواجها الثلاثة السابقين، أنا أحترمها كخبيرة وسيدة أعمال. لكن كامرأة… ليس حقا.
تنهدت…
“أوينوموري-سان… ليس لدي أي اهتمام بالوقوع في الحب في والقت الحالي. ما يهمني الآن هو ابنتي، ميو”
ذلك ما عزمت فعله في اللحظة التي قررت فيها الاعتناء بميو قبل عشرة سنوات.
قررت تربية ابنتي بالشكل المناسب.
لم أتزوج أو أرزق بمولود… لكنني الآن أم، وأيضا في موضع مختلف قليلا عن الأم العزباء.
لا يمكنني الوقوع بالحب بشكل غير مبالي.
ولو قررت أن أواعد وأتزوج أحدهم… فذلك الشخص سيصبح والد لميو.
بالإضافة… ميو وأنا لسنا أم وابنتها بشكل حقيقي. لذلك كم من الثقل سأرمي على ابنتي في اللحظة التي أدعو فيها ‘غريبا‘ الى العائلة؟
“أوينوموري-سان، حتى لو طلبت مني الاهتمام بسعادتي الخاصة… فأنا سعيدة حقا بما لدي الآن.”
لدي ابنتي ولدي وظيفتي التي اريد مع رئيستي التي أحترم.
طلب المزيد سيكون طمع.
“هممم… يا لها من خسارة وضياع لجمالك. ألست في ذلك الوقت من الحياة حيث تشتاقين وترغبين فيها إلى وجود شخص آخر؟ الرغبة الجنسية لامرأة في الثلاثينات مثيرة للدهشة. لا يمكنك التحكم برغبات جسمك وتمضية الليالي بإمتاع~”
“أوينوموري-سان، حتى ولو كنت رئيستي في العمل فما تقولينه يعد تحرشا جنسيا.”
“أوه صحيح أنت محقة. آسفة.”
على ما يبدو انها كانت خائفة من أن تقاضى بتهمة التحرش، ولذلك قررت أوينوموري-سان التوقف ودفعتني الى التنهد.
“لكن، حسنا… ليس وكأنني لا أريد أن أحظى، لكنه من المستحيل لي أن أحصل على واحد حاليا. على أقل تقدير ليس قبل أن تصبح ميو بالغة… لا، سأكرس نفسي لأن أكون أما لها حتى اللحظة التي تتخرج فيها من الجامعة وتحصل على عمل.”
“حتى تتخرج من الجامعة…؟ في لك الوقت ستكونين في عقدك الخامس، أليس كذلك؟”
“ذلك ليس شيئا أستطيع تغييره.” قلت ممازحة. “إذا لم أستطع الزواج فسأجعل زوج ابنتي يعتني بي.”
مع إنهائي لعملي مبكرا، حصلت لنفسي على بعض الوقت لأجهز الأغراض لهذه الليلة. حضرت الطعام وأخرجت الكعكة التي خبزتها في الفرن. وعادت ميو من المدرسة، وقد ساعدتني في التجهيز.
الليلة سنقيم حفلا في منزلنا.
سنحتفل -متأخرين يوما- بعيد ميلاد تاكّون…
“إحم، حسنا إذا، يوم ميلاد سعيدا لجارنا العزيز تاكومي أتيراوازا-كون بمناسبة إكماله العشرين من عمره! نخبكم!” قلت ذلك، ثم أدينا نخبا بثلاث كؤوس ممتلئة بالشامبانيا، تصادمت الكؤوس في منتصف الطاولة وأصدرت صوتا يبعث على الراحة.
وبالطبع كأس ميو احتوت شامبانيا منزوعة الكحول.
“شكرا لكم. لكن لم يكن هناك داع لإجهاد أنفسكم بمثل هذه الحفلة.”
ابتسم تاكّون بحياء في الجانب الآخر من الطاولة والتي كانت مليئة بالسلطة واللحم المشوي والبيتزا وغيرها من أطعمة الحفلات.
“بالطبع توجب علينا الاحتفال! فأنت بمثابة العائلة لكلينا، تاكّون هيا تفضل بالأكل.”
قدمت له الطعام على صحن وقد أومأ برأسه في المقابل.
“شكرا لك. أنا سعيد للغاية. فلقد أنك أعددت مثل هذه المأدبة.”
“ذلك ليس بالشيء المميز، بالإضافة كل الطعام ليس سوى أطعمة سهلة التحضير. هل قمتم باحتفال كبير في منزلكم مع عائلتك؟”
“ذهبنا للمطعم معا. لكن لأكون صريحا… كنا لنكون أفضل لو تمكنا من تناول طعامك المنزلي أياكو-سان.”
“ليس عليك مدحي لتلك الدرجة.”
آه يا لهذا التاكّون… إنه لطيف وصريح للغاية.
أريده أن يكون ابنا لي في أقرب وقت ممكن!
“مع ذلك لا يمكنني التصديق أن تاكو-ني أصبح في العشرين من عمره.” همست ميو والتي بدأت بالطعام دون استئذان. “الآن إن ارتكبت جريمة، فسيتم التبليغ عنك في الإعلام مع إظهار وجهك، لن يكون الأمر مخفيا كما كان في السابق. احترس من ذلك تاكو-ني.”
“ما الذي يجب أن أحذره! أنا لن أرتكب أي جريمة.”
“من يعلم. العديد من المجرمين يميلوا لأن يكونوا أشخاص جادين مثلك، أتعلم ذلك؟”
“… إذا استمررت في قول أمور وقحة كهذه، فسأضاعف واجباتك.”
“ماذا؟! إن هذه إساءة استغلال واضحة للسلطة! ولم ما زلت تعلمني؟ لقد تخطيت اختبارات القبول مسبقا، لذلك لا أريد خدماتك بعد الآن.”
“أنا من طلبت منه ذلك.” جاوبت سؤال ابنتي المستاءة. “ميو. إن الفضل له بأن تكون أنت من بين الجميع قادرة على اجتياز اختبار القبول بنجاح. لكن إن تراخيت في دراستك، فلن تكوني قادرة على متابعة سير دروسك بعد الآن.”
“غهه… ذ-ذلك قد يكون صحيحا…”
“أنا أعلم أن ابنتي متعبة، لكن أرجوك أكمل اعتناءك بها، تاكّون.”
“حسنا، أنا لن أتراخى إذاً.”
“بوو…!”
ضحك كلانا عندما كانت ميو عابسة الوجه.
“آه صحيح، لقد كدت أن أنسى.”
ذهبت للأعلى وأخرجت شيئا من المطبخ.
“تا دا!! زجاجة من النبيذ.”
وضعت الزجاجة على الطاولة بينما علت وجهي ملامح الفخر.
“فوفو، أحد الكتاب الذين عملت معهم من فترة طويلة أهداني هذه الزجاجة. هاي! تاكّون الا تريد أن تشاركني بكأس بمناسبة عيد ميلادك العشرين؟”
“إحم… هل أنت متأكدة؟ تبدو باهظة الثمن.”
“لا بأس. فأنا لا أشرب كثيرا وحدي. ولا أريد أن أبقيها مخزنة عندي للأبد.”
ليس الأمر أنني لا أحب الكحوليات، لكني لا أحبذ الشرب لوحدي على العشاء.
لأنه من المحرج أن أصبح مخمورة لوحدي أمام ابنتي.
“سأكون سعيدة إن شاركتني الشرب.”
“…في تلك الحالة، سأفعل ذلك بكل سرور.” أومأ برأسه بكل سعادة. من الجيد أن منتجا بهذا الثمن يتم مشاركته.
نزعت غطاء القنينة وسكبت النبيذ في كأسينا، وقد كان عبير الورود قد فاح بينما امتزج السائل الأحمر بالهواء.
“يا للهول! يا لتلك الرائحة. كما هو متوقع من نبيذ باهظ الثمن.”
“همف… يبدو جميلا” قالت ميو بينما تبدي العبوس على وجهها، “هاي! أمي هل يمكنني أنا أي ضا الحصول على القليل؟”
“أبدا! أنت ما زلت طالبة، عليك الأكفاء بالرائحة فقط.”
“يا للبخل! فقط القليل.”
“لا تعني لا. أنظمة هذه الأيام صارمة جدا. المشاهد التي يظهر فيها القاصرون وهم يشربون أصبحت ممنوعة، حتى لو كانت مجرد مزحة، نتيجة لذلك أصبحت بعض الاستديوهات تضطر لتعديل بعض الأمور كرفع أعمار بعض الشخصيات، أو جعلهم مخمورين بالرائحة فقط.”
“دعيني أحظى برشفة واحدة!”
متجاهلة تذمري الغير مقصود من مهنة التحرير خاصتي، قامت ميو من مقعدها وحاولت مد يدها إلى كأسي.
“ميو مهلا…!”
“فقط رشفة واحدة!”
“لا. اتركي الكأس!”
“…هاي! أنتما الاثنان هذا خطير-”
“آاه”
الكأس التي كنا نتنازع عليها سكب محتواها.
وقد وقع كل الشراب على تاكّون الذي أتى ليوقف شجارنا.
ذهب تاكّون إلى الحمام لينظف نفسه. تركت لميو تنظيف غرفة المعيشة وذهبت لإحضار منشفة له.
“تفضل تاكّون، استخدم هذه.”
“شكرا.”
“أنا آسفة، ذلك كان خطئنا.”
“أوه, رجاء. لقد كان مجرد حادث، لا يجب عليكما القلق بخصوص ذلك.”
ابتسم تاكّون بلطف أثناء نظره تجاهي. يا له من فتى لطيف.
“لم لا تستحم إذا اردت؟ ما زال لدي بعض الملابس التي كنت ترتديها آخر مرة بقيت عندنا فيها.”
كان قبل بدء اختبارات القبول الخاصة بميو. في ذلك الوقت، اقام تاكّون لها معسكرا تدريبيا وبقي معنا لمدة إسبوع كامل. كان يعيش بجوارنا لذلك فقد كان يعود لمنزله من وقت إلى آخر.
“وإذا أردت أيضا…” فجأة قررت ممازحته وقلت له “لم لا نستحم معا؟”
“ماذا؟!”
كما توقعت، لقد انقلب لون وجهه للون الأحمر. ردة فعل جميلة.
“لماذا لا أغسل لك ظهرك كاعتذار على تلطيخك بالنبيذ.”
“مـ-ما الذي تقولينه الآن…؟”
“فوفو. ليس عليك أن تشعر بالإحراج، إنها ليست أول مرة نقوم بذلك.”
“ذ-ذلك كان… منذ عشرة سنوات.”
لقد تاكّون مصدوما في حين أنني كنت أضحك.
“فوفو. آسفة، آسفة. لقد كنت أمازحك، لذلك لا تأخذ كلامي على محمل الجد.”
“…أوقفي مزاحك، رجاء.”
“حسنا. سأحضر لك ملابسا لترتديها، انتظرني قليلا.”
خرجت من الحمام وفتحت الخزانة. همم… متأكدة أنها كانت في مكان ما هنا… آه هذه هي.
“تاكّون، اليك ملابسـ- كيااا!” دخلت غرفة التغيير وصرخت في تلك اللحظه.
وأمامي مباشرة… كان تاكّون خالعا قميصه المبلل. كان جسده العلوي عاريا بالكامل. عيناي بدأتا بالنظر الى جسمه النحيل ذو العضلات.
“آه… أنا آسف.”
“ل-لا. أنا التي يحب أن تعتذر على فتحي للباب دون سابق إنذار. إحم… س-سأغادر وأترك ملابسك هنا.”
وضعت الملابس عند عتبة الباب بجانبي وانسحبت بسرعة مغلقة الباب.
“…هااه…” تنهدت في أثناء إرخاء ظهري على الباب.
بعد تلك اللحظة المحرجة التي وقعت قبل ثوانٍ، شعرت بالعار من نفسي.
لا أصدق أنني كنت أشعر بالإحراج من مجرد النظر الى رجل نصف عارٍ… ماذا أكون فتاة صغيرة؟ أنه لمن المحرج أن أبدي مثل ردة الفعل هذه في مثل عمري هذا. وما بال هذه ال‘كياا‘؟ على الأقل لم يكن ما رأيته أسفل جسمه.
آاه… لكن…
كيف أقول هذا… لقد كان ذلك الجذع العاري مذهلا. لا أقصد ذلك بطريقة غريبة، كل ما في الأمر أنني أعتقد أنه يمتلك جسدا جيدا شابا نحيلا ومليئا بالعضلات.
من الواضح أننا لم نعد في العمر الذي يسمح لنا بأن نستحم سويا.
ابن جيراننا الظريف المحبوب قد أصبح بالغا ناضجا يمكنه الشرب معي.
بعد أن بدل تاكّون ملابسه، عدنا لإكمال حفلتنا.
ثلاثتنا استمتعنا بالطعام، قدمت الكعكة التي أعددتها وفي غمضة عين مرت ثلاث ساعات،
“لقد تأخر الوقت!”
معبئة كأس النبيذ الخاصة بي، نظرت إلى الساعة الجدارية، كان الساعة قد تعدت العاشرة بالفعل، تم إزالة الصحون من على الطاولة والآن بقيت الجبنة وبعض المقرمشات لنأكلها.
ميو كانت نائمة في غرفتها. قالت أنها كانت تشعر بالنعاس وذهبت الى سريرها. لم تشرب قطرة من الكحول لكن من الممكن أن الرائحة أثرت عليها.
أنا وتاكّون كنا لوحدنا في غرفة المعيشة…
“أليس عليك العودة الى المنزل قريبا؟”
“لا، ليس لدي أي التزامات. بالإضافة لقد سمح لي والداي بالمبيت.”
“أوه, لقد فهمت، إذا يمكنك مصاحبتي لبعض الوقت” قلت ذلك بينما كنت أسكب المزيد من النبيذ في كأسه.
“شكرا.”
“أوه لكن احذر من الشرب كثيرا، لا أريد أن أراك مخمورا.”
“لا تقلقي فلدي قدرة عالية على التحمل.”
“آاه! لقد فهمت هذا يعني… أنك كنت تشرب من قبل أن تكمل سنك العشرين؟”
“أه!… لا، إحم… فلتنسي ما قلت قبل قليل…”
“فوفو. لا بأس. سأتظاهر أنني لم أسمع ذلك.”
ابتسمنا لبعضنا البعض.
آاه يا له من شعور جميل، لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة شربت فيها، وأيضا هذا النبيذ الثمين يجعلني أشعر بأنني من طبقة برجوازية عند شربي منه.
“آاه… لا أصدق أننا لن نحظى بفرصة لنشرب هكذا مجددا بعد الآن.” قلت بحزن، بينما أدوّر كأسي وأحدق فيها. “عندما تكبر، الوقت يمشي بسرعة. وقبل أن أدرك الأمر، تقدم بي العمر كثيرا وأصبحت عجوزا.”
“…أنت لست عجوزا أبدا، أياكو-سان!”
“لا بأس لا داعي لأن تكون مراعيا هكذا.”
“أنا لا أحوال ان أراعي مشارعك! أنت حقا جميلة ولطفية ولديك رونق وسحر امرأة بالغة، لذلك…. إحم…” لقد توقف، أحرج واحمرت خديه. شعرت بنوع من السعادة ولكن شعرت الإحراج أيضا.
“فوفو، شكرا لك. لكنك الوحيد الذي يقول هذه الكلمات اللطيفة لي. كانت ميو تعاملني وكأنني عجوز مؤخرا. ولأخبرك الحقيقة لقد بدأت أمل من ذلك.” تذمرت وبعدها أخذت رشفة من النبيذ. شعرت بمذاق الفواكه يسري في حلقي مما حسن مزاجي.
“هاي تاكّون!” انحنيت قليلا وسألته “ألديك… خليلة؟”
“مـ-ما الذي تسألينه فجأة…؟”
“ما الخطب في ذلك؟ هيا دعنا نتحدث عن الحب.”
همم, بطريقة ما أشعر وكأنني امرأة كبيرة مخمورة… بالطبع شعرت بالقليل من الإحراج، لكنني أردت الحديث بخصوص ذلك.
“ولذلك، تاكّون؟ أخبرني الحقيقة.”
“لـ-لا أملك واحدة.”
سألته في أثناء تحديقي به، وقد جاوبني بنوع من الخجل وكأنه يخفي شيئا محرجا، ثم أنهى كأسه كلها برشفة واحدة.
“في الحقيقة… لم أحظى بواحدة مطلقا.”
“ماذا؟ حـ_حقا؟” ذلك فاجأني قليلا.
بدا وجه تاكّون وكأنه يتألم.
“توقفي عن مضايقتي رجاء…”
“آاه… آ-آسفة، لم أقصد أن أضايقك، لقد فاجئني الموضوع قليلا، ظننتك ذو شعبية.”
“أنا لست بتلك الشعبية.”
“من المستحيل ان يكون هذا صحيحا… أنت لطيف وذكي ووسيم وبالإضافة إلى ذلك فأنت سباح ماهر.”
” حتى لو قلتي أنني كنت جيدا، فقد كنت جيدة على مستوى المحافظة فقط. ولكن حينما فزت بطولة المحافظة… اعترفن لي بعض الفتيات بمشاعرهن.”
“أرأيت لقد كنت ذو شعبيا كما ظننت. ألم تواعد احداهن؟”
“همم… لأصارحك القول، لا.”
“لقد فهمت، تاكّون… هل تحب إحداهن؟”
“ماذا…؟”
“هل يوجد فتاة تحبها الآن؟ حتى لو لم يكن لديك خليلة، ألا تجد فتاة أنت مهتم بها.”
“فـ-في الواقع…” بقي تاكّون هادئا، وبدا عليه التوتر.
أوه، ردة الفعل تلك…
“اوه، هذا يعني أن هناك إحداهن، ليس لديك خليلة لكن هناك من حظيت بإعجابك.”
“…”
“فوفو. أنت فتى سليم، لذلك من الطبيعي أن تعجب بإحداهن. هاي! هاي! من هي؟ أخبرني.”
“أحم…”
“هل من الممكن أن تكون معجب بها منذ زمن طويل؟”
“…؟!”
رميت تخمينا عشوائيا وردة فعله جعلت الأمر واضحا.
علمت ذلك!
إنها ميو!
كما توقعت، تاكّون… مغرم بابنتي!
كياا! لا يصدق، أِشعر بالحماس!
“لم تواعد أي من الفتيات لأنك كنت واقعا في حبها؟”
“أجل… ذ-ذلك صحيح.” أومأ برأسه بإحراج “لـ-لقد كنت دائما معجبا بذلك الشخص… لذلك لا أستطيع أن أواعد أحدا غيرها…”
مذهل!
يا له من حب نقي!
آه، ما الذي يجب أن أفعل؟ إن الاستماع لذلك يجعل قلبي يتسارع!
“ألم تفكر يوما بالاعتراف بمشاعرك؟”
“لا أريد أن أسبب لها أي مشاكل، بالإضافة إلى أنني أخشى تدمير علاقتنا الحالية باعترافي، وأيضا…”
“وأيضا؟”
“أنا قلق بخصوص فرق العمر بيننا… لا، ليس لأنني أمانع ذلك لكن ماذا عنها.”
فرق العمر، همم… لقد فهمت.
الفرق بينهم هو خمس سنوات، بالنسبة لطلاب فخمس سنوات قد تبدو مدة طويلة.
“لا تقلق، تاكّون.” قلت له “طالما هنالك حب فالعمر لا يهم.”
“أياكو-سان…”
“ألا تعتقد أنه لمن الأناني أن تستسلم قبل أن تعترف؟ إذا لم تفصح عن مشاعرك لن يحصل شيء، أتعلم هذا؟ وأيضا إذا كنت بطيء في تحركاتك فسيسرقها رجل آخر، ألم تفكر بذلك؟ هل أنت راضٍ بذلك؟”
“بـ-بالطبع لا…!”
“إذا لا يوجد سوى شيء واحد لفعله، تاكّون.”
غالبا لأنني كنت مخمورة، تكلمت وكأنني خبيرة. كان حينها تاكّون حائرا في صراع مع نفسه… حينها أكملت ضغطي عليه.
سأفعل كل ما بوسعي لدعم حبكما أنتما سويا.
“ثق بنفسك، كل شيء سيكون بخير. لا، بل لأنه أنت سيكون كل شيء بأحسن حال. أنا أعرف جيدا كم أنت رائع ولطيف وعظيم، لذلك… كن شديدا وابدأ بأول خطوة.”
“شديدا..!”
بعدها مباشرة.
نهض تاكّون بقوة.
ونظر بعيني مباشرة بعينيه المشتعلتين، وكأن الشك في رأسه قد تلاشا.
“أ-أياكو-سان…!”
بدا صوته عاليا قليلا. أظنه كان متوترا، لكن جديته كانت واضحة تمام الوضوح.
“أنا… لدي شيء وددت دائما أن أقوله لك، أياكو-سان”
“أ-أنا؟”
ما الذي يود قوله لي.
آه فهمت.
ما يريد قوله هو… ‘أعطيني ابنتك رجاء‘!
هيهي، يريد أخذ إذني أولا بما أنني أمها قبل أن يعترف، لقد فهمتك، هكذا إذاً، أنت رسمي للغاية، تاكّون.
انطلق! فجوابي النهائي محدد مسبقا بـ‘أجل‘، في الواقع يجب أن يكون أنا من يطلب منك أن تواعدها.
“…الحقيقة هي… أنني كنت أنوي إخبارك بهذا لاحقا عندما أحصل على وظيفة لكن بالرغم من ذلك سأخبرك الآن، لم أعد أتطيع كتمان الحقيقة في داخلي… أيضا لا أريد أن يظهر أي رجل آخر بسبب تأخري.”
عندها.
فتح تاكّون فمه.
وبنظرة مهزوزة بسبب التوتر، ولكن فتح فمه بنظرة رجولية جدية تعلو وجهه.
وبعدها قال كلمات غيرت علاقتنا جذريا.
“أياكو-سان، لقد كنت هائم في غرامك منذ زمن طويل، أرجوك واعديني”.
“………………”
………………
…………
……
ماذا.
ماذا؟ هل سمعت ذلك بشكل خاطئ؟
“تاكّون…؟ هل أنت تأثرت كثيرا بالنبيذ؟ لـ-لقد أخطئت في كلماتك. اخطئت في أهم جزء.”
“ماذا…؟ مـ-ما الذي أخطئت به؟”
“في الواقع… لـ-لقد قلت أنك مغرم بي…”
“…؟ أنا لم أخطئ في كلامي البتة.” قال ذلك بوجه جدي.
همم؟ مهلا…؟ ما الذي؟ مااذاا؟
د-دقيقة، أعطني دقيقة… هاه؟ هاه؟ هاه؟
متجاهلا أزمتي الصغيرة، تاكّون أكمل بنظرة جدية.
“لقد أغرمت بك يا أياكو-سان منذ وقت طويل… لقد همت في غرامك طوال هذا العقد المنصرم”
“…”
شعوري بالسكر اختفى فجأة.
بالرغم من ذلك ارتفعت حرارة جسمي لسبب ما. كانت المرة الأولى التي يقول لي فيها رجل أنه يحبني، قلبي بدأ بالتسارع ودارات دماغي توقفت عن العمل من شدة السخونة.
ما هذا؟ ما هذه الحالة التي أوقعت نفسي فيها؟ أنا لا أفهم شيء من هذا.
في حالة من الحيرة المطلقة، صرخ قلبي.
ليست ابنتي من تحب بل أنا؟!
شكرا على مجهودك إستمر
بانتظار الفصول القادمة🔥🔥