Musume Janakute Mama ga Sukinano !? - الفصل الخامس
♠
بعد الظهر في وسط الأسبوع…
بعد انتهائي من محاضراتي الجامعية، قابلت ساتويا في المقهى المقابل لمحطة القطار.
كنت أنا من دعوته، لكنه هو من اختار المكان.
“في البداية… ها أنت ذا.”
بعد أن طلب كلانا قهوته، ناولت ساتويا الجالس أمامي ظرفا.
“ما هذا؟”
“لقد مرضت المرة الماضية… وتوجب عليك الذهاب مكاني إلى المطعم الذي حجزته، اليس كذلك؟”
في موعدنا الذي كان من المفترض أن يحدث الأسبوع الماضي… كنت أخطط لاصطحاب أياكو-سان إلى مطعم فاخر لتناول العشاء مع اطلالة ليلية جميلة. كان ذلك مطعما إيطاليا جميلا أوصاني به ساتويا. ليس باهظا لكنه يقدم وجبات راقية بالإضافة إلى أنه مفضل لدى النساء.
لكن كما تعلمون، تأجل موعدي بسبب نزلة البرد.
لذلك تواصلت مع ساتويا في الصباح وطلبت منه أن يأتي للمطعم مع خليلته عوضا عنا.
“هذه تكلفة عشاء لشخصين. خذها.”
“إحم… لا، لا يمكنني أخذها، لم تعطيني إياها؟”
“كما تعلم، أتيت أنت مكاني، لذلك من الطبيعي أن أدفع عنك. فبفضلك، لم أتسبب بأي مشاكل للمطعم.”
“بحقك، لا تشغل بالك بذلك. أنا ورين-تشان حظينا بوجبة لذيذة، لذلك لا داعي لتقلق بخصوص ذلك.”
“لكنه… كان مكلفا، أليس كذلك؟”
“بالفعل، لكن… همم، حسنا إذا… إن كنت مصرا، سآخذ نصف المبلغ. إنه لمن المضايق لي أن آخذ المبلغ بأكمله.”
أخذ ساتويا النصف فقط من المغلف وأعاد الباقي. وقد ظننت انه من الخاطئ إجباره على اخذ المبلغ بأكمله، لذلك تناولت الظرف منه.
“إنك جاد للغاية، تاكومي. ظننت أنك دعوتني للحصول على نصائح مواعدة جديدة، لكن يبدو أن توقعاتي لم تصب.” قال بنبرة متفاجئة. “على كلٍ، تأجل موعدك إلى نهاية هذا الأسبوع، صحيح؟”
“أجل.”
تواصلت مع أياكو-سان عدة مرات وقد حددنا موعدنا الجديد في نهاية الأسبوع.
“لكن هذه المرة… أريد أن أناقش مخططاتي مسبقا. فقد قالت لي ألا أبالغ.”
بعد تحديد اليوم، واصلت أياكو-سان إخباري بأمور مثل:
“اسمعني، تاكّون… أنا سعيدة أنك تبذل جهدك من أجلي… لكن أرجوك لا تبالغ في الأمر مرة أخرى. سيكون الأمر متعبا إن أصبت بالمرض… مرة أخرى… لذلك أرجوك لا تفعل.”
“لا داعي لتضييع أمولك لاستئجار سيارة، لذلك يمكنك قيادة سيارتي. في الحقيقة يمكنني أنا القيادة إن استلزم الأمر…”
بدا أنها قلقة بسبب آخر مرة، بما أنني مرضت حينها.
هااه… أنا حقا مثير للشفقة.
أردت جعلها سعيدة، لكن الأمر انتهى بأنني جعلتها تقلق فحسب.
“هكذا إذًا. في الحقيقة، أتفهم مشاعر أياكو-سان. كلما بذلت جهدك، كلما زاد قلقها عليك.”
“…أنا مثير للشفقة. أردت أن أبذل جهدي لأجعلها تراني كرجل، لكن في النهاية، جعلتها تقلق علي كما لو كنت ابنها.”
أتساءل كيف تراني الآن.
هل تكرهني؟ …غالبا لا.
قد يبدو هذا متعجرفا… لكنني لا أظن أن أياكو-سان تكرهني.
متأكد أن مشاعرها تجاهي أقرب إلى المحبة.
كل ما في الأمر أنني لا أعرف ما إن كانت تلك المحبة تجاهي كرجل أم كابن.
على الأرجح… هي نفسها لا تدرك ذلك.
الأرجح أن حالتها بين الاشتباه والحيرة بعد أن تعدت الخط الضبابي بين الاثنين وأصبحت لا تعلم أي حالة هي فيها الآن…
“في الحقيقة، لا داع للقلق. فأنا ملام بعض الشيء. كنت الشخص الذي رشح لك خطة للبالغين، أظن أن الضغط كان كثيرا عليك لتتحمله. لذلك،” قال ساتويا. “هذه المرة… لدي مستشار من نوع خاص.”
“مـ-مستشار…؟”
“أجل، أكثر شخص في العالم يعلم عنك أنت وأياكو-سان.”
“…”
“ظننتك تريد أن تناقش مخططاتك اليوم، لذلك اتصلت بها مسبقا. لكي تستطيع لقاءنا هنا… أوه، انظر لقد حضرت.”
رحب ساتويا بشخص ما من الجانب الآخر.
أكثر شخص يعلم عني وعن أياكو-سان؟
من يكون؟
متسائلا عن ذلك، تتبعت نظراته… من ثم فهمت؟
“اوه، ياهو!”
الشخص الذي ألقى التحية كان شخصا أعرفه حق المعرفة.
ابنة أياكو-سان… ميو كاتسوراغي.
“مضى وقت طويل، ساتويا-سان. ما زلت وسيما كالمعتاد.”
“شكرا، ميو-تشان، أنت أيضا تبدين جميلة كالمعتاد.”
“هاهاها، شكرا.”
بعد القاء التحية المعتادة، نظرت ميو نحوي.
“يو، تاكو-ني. لم أرك منذ الصباح.”
“ميو…”
آه، لقد فهمت.
لقد كان محقا، هذه الفتاة هي أكثر من يعلم عني أنا وأياكو-سان في العالم بأكمله. الآن فهمت لم لقبها ساتويا بالمستشار الخاص.
لكن رغم ذلك…
“حسنا، سأذهب لأحضر لي مشروبا.”
وبعد أن اشترت لها شرابا:
“…هاي.” انحنيت للأمام من ثم همست. “ساتويا… لم دعوت ميو؟”
“لأنني ظننتها قد تساعدنا. تريد أن تحتل قلب أياكو-سان، ألن يكون من الأسهل طلب مساعدة ابنتها؟” قال ساتويا. “أنا من عندي سؤال لك. تاكومي… لمَ لمْ تطلب مساعدة ميو-تشان؟”
“في الحقيقة، كما ترى…” بعد وهلة من الصمت، تنهدت وقلت… “حسنا… إن الأمر ثقيل قليلا.”
“ثقيل؟”
“حقيقة الأمر، كما تعلم… إنه محرج، صحيح؟ سؤال ابنة المرأة التي أحب عما إن كانت تسمح لي بالرخوج مع أمها.”
“…”
“إضافة إلى أنه… لو جرى كل شيء على ما يرام… وبدأت أنا وأياكو-سان بالمواعدة وفي النهاية تزوجنا… ستكون ميو ابنتي قانونيا، صحيح؟ وإن اعتمدت كثيرا على ميو لن يكون لي وقار عندما أصبح أخيرا أبوها القانوني.”
“…هاهاها، فهمتك، إذًا لديك كبرياء غريب بداخلك.” ضحك ساتويا.
بالرغم من أنني من قلت ذلك… أظن أن ما قلته مقزز قليلا. لا أعلم ما إن كنت سأتمكن من الخروج معها أم لا، ولكن ها أنا الآن أفكر بأمر ما سيحدث من بعد الزواج.
لا تعد الدجاج من قبل أن يفقص، هكذا يقول المثل.
لكن.
لا يمكنني التوقف عن التفكير في ذلك.
المرأة التي أحب وابنتها.
التفكير في مستقبلي برفقة ابنتها هو أقل ما يمكنني فعله كرجل إن قررت الوقوع في حب أم عزباء.
“ما الذي تتهامسان عنه؟” عادت ميو بعد أن اشترت المشروب وجلست بجانبي.
“في الواقع، نحن نحضر خططنا.”
بعد رشفت قليلا من الكراميل ماتشياتو المغطى بطبقة من الكريما، قالت بلا مبالاة:
“على كل حال، تاكو-ني لا يريد مساعدتي، أليس كذلك؟”
“…”
“هااه، بحقك.”
تنهدت ميو بعد أن رأتني عاجزا عن الرد بسبب إصابتها بالتخمين.
“حسنا، أتفهم أنه لا يريد الاعتماد على مساعدتي. لذلك لم أقل له أي شيء حتى اليوم.”
“لكن.” تعالت نبرتها.
وقد نظرت إلي بتعاطف وشفقة.
“عندما فسد الموعد بسبب نزلة البرد… لنقل أنني لم أكن سعيدة بذلك. ففي ذلك الوقت أدركت أنه لم يعد هناك مجال لأبقى صامتة.”
“…يا لها من مراعاة من جانبك.”
أصابت مكان الألم، وقد عجزت أمامها فما كان بوسعي إلا النظر إلى الجانب الآخر وابداء اشارة ساخرة.
“حسنا إذًا، سنعتمد على مساعدتك من الآن وصاعدا ميو-تشان. دعينا نبدأ بمرحلة استراتيجية ما بعد لم الشمل. بخصوص موعد هذا الاسبوع. قال ساتويا بعد أن صفق بيديه. “للاحتياط، يوجد لدينا مخططنا القديم… لكنني أظن أنه من الأفضل أن ننساه بما أننا لن نستفيد منه. ولذلك، اظن أنه علينا التفكير بمخطط آخر ومن نقطة الصفر.”
“…إنك محق على الأرجح.”
أومأت برأسي. شعرت بالأسف على حال ساتويا لأنه كان فكر بهذه الفكرة… بينما أنا على الجانب الآخر لن أجرأ أبدا على الاستعانة بهذه الخطة.
كان لدي شعور مختلط بخصوص الأمر، أياكو-سان اكتشفت بالفعل بعض المخططات. وفوقها… طلبت مني ألا أبالغ مرة أخرى.
كنت شاكرا لخوفها علي، لكنني أيضا شعرت بالضعف، كان ذلك شعورا معقدا… على كلٍ، وافقت على إعادة التفكير بالأمور من البداية.
“ميو-تشان، الديك أي أفكار؟”
“همم، دعني أفكر.” قالت ميو بينما كان تفكر وتضع يدها على ذقنها. “لقد سمعت أفكاركم… لكن صراحة، لا أظن أنها مناسبة لأمي. آه، لا أعني أن ساتويا-سان مخطئ، لكنني أظن أن خطته كانت لتكون مذهلة لو كان ذلك موعدا مع امرأة بالغة… لكن لا أظن أمي ذات الثلاثين عاما تعتبر حالة عادية.”
تعابير ميو أصبحت معقدة بشكل يصعب وصفه.
“لا أعلم إن كان لديها أي خبرة رومانسية في ماضيها، لكن على الأقل في العشرة السنوات الماضية، لم تعجب بأي شخص على الإطلاق، وأيضا، هي بنفس الخبرة الرومانسية لطالبة في المدرسة المتوسطة. وفي مثل هذا الوقت، دعوتها لموعد كانت أكثر من كافية لجعلها تخرج من طورها. لذلك، لو قررت أخذها في موعد بالغين دون سابق إنذار، النتيجة الوحيدة لذلك هو جعلها متوترة أكثر.”
“فهمت… أنا أيضا كان لدي بعض الشكوك بخصوص الأمر. كنت أخطط لموعد يناسب ‘امرأة بالغة‘ ولكن ليس ‘لأياكو-سان‘.” قال ساتويا بينما علا وجهه تعابير التفهم.
ميو نظرت لي وأكملت:
“وأظن لو أن تاكو-ني قام بشيء لم يعتد القيام به، فالانطباع الوحيد الذي سيوصله سيكون انطباع مؤلما يمثل طالبا جامعي يضغط نفسه بشكل مبالغ فيه. في الحقيقة، ذلك الضغط تحديدا كان ما جعلك تمرض، أليس كذلك؟”
“إن ذلك…”
حقيقةً، لا أظن أنني أستطيع إنكار ذلك.
بينما كنت متحمسا للموعد، كنت أتعرض لضغط كبير.
أردت بيأس أن أكون ‘رجلا بالغا‘ يليق بأياكو-سان… وقد بذلت قصار جهدي لأجهز موعدا بالغا.
“ولذلك، تاكو-ني.” قالت ميو.
ناظرة إلي مباشرة، لكن بنظرة متألمة.
“تصرف بسجيتك فحسب.”
“سـ-سجيتي…؟”
“أجل، من الأفضل أن تصرف بسجيتك.” قالت بنبرة خفيفة بعد أن احتست رشفة من الكراميل ماتشياتو. “بما أنك حاولت بذل جهدك أكثر مما تستطيع وبذلك فشلت، يجب الانسحاب من الخيار الذي لديك الآن. لا تحاول القيام بالأمور الكمالية، فقط تصرف بسجيتك وتصرف كالمعتاد.”
“…لكنني لا أريد أن أبدو كما لو كنت كسولا.”
“أنا لا أقول لك أن تصبح كسولا… فقط تصرف كما تفعل دائما. تصرف بسجيتك المعتادة، ذلك كل ما تحتاج.” قالت ميو.
“في الحقيقة.” تدخل ساتويا هو الآخر. “أنا وتاكومي كنا نفكر في ملائمة مخططنا لأياكو-سان… لكن من الممكن أن ما قمنا به هو العكس تماما. فبعد ما رأيناه، حتى لو حاول تاكومي قصار جهده فلن يستطيع التصرف كالبالغين، ونتيجة ذلك لن تكون في صالحه… وفي تلك الحالة، من الأفضل أن نجلب أياكو-سان إلى أرض تاكومي.”
“أرضي…؟”
“قتالك داخل أرضك هو تكتيك أساسي.”
“بالفعل. إن الأمر كما وصفه ساتويا-سان. موعد ‘بالغ‘ لن ينجح مع أمي. كلاكما سيضطر أن يقاتل في أراضٍ غريبة، وفي النهاية، لن نخرج بشيء.” أخذت نفسا عميق ومن ثم أكملت. “لا تخف، كل ما عليك فعله هو القيام بكل ما يخطر لك فقط. لا تقلق… لا يوجد رجل في هذا العالم يفكر بأمي أكثر منك. وهي أيضا ستكون راضية بالتأكيد بأي موعد تكون به بشخصيتك المعتادة.”
“ميو…”
شعرت باشتعال صدري.
نصيحتها لمست قلبي… وفوق كل ذلك…
قد يبدو هذا تظاهرا، لكنني أستطيع الشعور بثقتها بكل كلمة تقول، مما جعلني أشعر بالسعادة والخجل.
“…شكرا.”
“آه، لا داعي لمثل هذه الأمور. همم.”
هزت ميو يدها بلا اكتراث ومن ثم مدتها تجاهي.
“ماذا؟ ما الذي تريدينه؟”
“المال مقابل خدماتي الاستشارية.”
“…”
“للكراميل ماتشياتو. أوه، أيضا أريد أكل كعكة.”
“…يا لك من عديمة الحياء، أتعلمين؟” قلت بسخرية بعدها أخرجت ألف ين من محفظتي.
“شكرا على كرمك~” قالت، وقد أخذت النقود لتغادر مقعدها.
ومن ثم، نظرت لي وأكملت:
“كما قلت سابقا… أمي سهلة المنال. لو تابعت هجماتك، فستخضع لك قريبا.”
“…توقفي عن قول هذا عن أمك.”
“لا يوجد عوائق تفصل بينكما. وإن كان هناك منها، فهي فقط لأن أمي تختلقها من تلقاء نفسها. كل الأمر… بداخلها فحسب.”
غطت ظلال وجه ميو فجأة، والتي كانت تتبسم ببراءة طوال الوقت.
كانت بوادر الحزن في مبسمها المحدق في الأرض.
“…لو لم ينتهي موعدك على خير، فلدي فكرة صغيرة…”
“فكرة؟”
“آه… لا، لا شيء.”
رفعت رأسها فجأة وهزت يداها بسرعة.
“ليس من الجيد التفكير بالفشل من قبل حتى أن تبدأ. حقا، لا شيء، لذلك إنسى ما قلته للتو.”
بعد انهاء الحوار بنبرة ساخرة، غادرت ميو لتطلب ما أرادت تناوله.
شكرا على مجهودك إستمر
بانتظار الفصول القادمة🔥🔥