البدء من جديد - الفصل 2 - الفصل الثاني
عندما أدركتُ أن حياتي عادت عشر سنوات إلى الوراء، خطرت لي فكرة واحدة فورية:
“يا له من أمر لا داعي له!”
لنفترض أن هناك شخصًا لا يحمل أي ندم تجاه حياته. هذا الشخص إما أن يكون سعيدًا تمامًا، أو أنه غبي بكل بساطة.
قد يكون عاش حياةً مثاليةً لا تحتاج إلى أي تأمل، أو أنه ببساطة يفتقر إلى الذكاء الكافي ليتأمل في أي شيء.
أعترف أنني أتحدث عن نفسي هنا، لكنني كنت من النوع الأول. كنتُ شخصًا سعيدًا.
كنتُ راضيًا تمامًا عما أسميه “حياتي”. بصراحة، لم يكن لدي أي مشاكل تُذكر.
كانت لدي صديقة أحلام، وأصدقاء رائعون، وعائلة مثالية، ودرستُ في جامعة جيدة. في رأيي، لم ينقصني شيء.
أعني… ربما كان لدي ذلك الإدمان على الاستمتاع بالحياة لدرجة أنني كنت أنام ست ساعات فقط يوميًا، مما تسبب لي أحيانًا في صداع.
لكنني كنت أعلم أنني سأستيقظ كل صباح على أشياء جميلة، لذلك كنتُ دائمًا أرغب في السهر أكثر. النوم كان بمثابة تفويت للحياة، من وجهة نظري.
لذا، بالنسبة لي – الذي كان راضيًا تمامًا عن مسار حياته – فكرة إعادة عيش الحياة بدَتْ مُتعبة أكثر من أي شيء آخر.
شعرتُ أنها مضيعة كبيرة… كأنها فرصة كان يجب أن تُمنح لشخص أكثر يأسًا من حياته.
بالتأكيد هناك الكثيرون ممن لا يمانعون إعادة عيش سنواتهم من العاشرة إلى العشرين.
لكن الفرص دومًا تسقط في أحضان من لا يبحثون عنها.
خلاصة القول: كنتُ راضيًا عن حياتي الأولى، ولم يكن لدي أي رغبة في عيشها مرة ثانية…
لذا فكرت: ربما عليّ أن أفعل كل شيء بنفس الطريقة في الحياة الثانية.
هذه كانت الفكرة.
أصحح أخطائي وفرصي الضائعة في الحياة الأولى؟ لا، سأجعل كل شيء يتكرر كما كان.
سأجعل إعادة العشر سنوات بلا معنى.
كنتُ أعرف كل الحوادث والكوارث، والأزمات والتغييرات القادمة، لكني سأظل صامتًا.
فبمجرد أن أبدأ بالكلام عن هذه الأشياء، لن أعرف كيف أتوقف.
علاوة على ذلك، هناك بالفعل الكثير من المجانين الذين يدَّعون أنهم من المستقبل ويعرفون ما سيحدث، فلا أحد سيصدقني أنا أيضًا.
سأقضي بقية حياتي في مستشفى للأمراض النفسية إذا فعلت ذلك. بالتأكيد، عدم محاولة إنقاذ أناس يمكن إنقاذهم ليس تصرفًا أخلاقيًا.
لكن بصراحة، لم يكن هناك أي شخص أهتم لأجله لدرجة التضحية بسعادتي.
نعم، بعض الناس مستعدون للتضحية بأنفسهم. لكنهم يفعلون ذلك فقط لأن الرضا الذي يشعرون به من الفعل يفوق ما يخسرونه، لا أكثر. إذن لا فرق بينهم وبين من يضع سعادته أولًا.
المهم هو ما يجلب لك أكبر قدر من السعادة. وبالنسبة لي، السعادة كانت تعني “أن لا يتغير شيء أبدًا”.
لذا سأعيد تمثيل حياتي الأولى بدقة. هذا كل ما سعيتُ إليه في الجولة الثانية.
أراهن أن الأشخاص الذين يعودون بالزمن إلى الوراء رغم عدم رغبتهم بذلك نادرون جدًا.
أشعر أنني أستحق التهنئة!
التعليقات