Musume Janakute Mama ga Sukinano !? - الفصل السابع
♥
وصل المصعد وجهته.
“هنا بالضبط… تماما حيث الضوء.” أشار تاكّون بتوتر إلى الغرفة التي يعلوها المصباح الغماز. يبدو أن النظام يدلك على غرفتك من خلال استعمال مصباح غماز.
مشينا على الممر المفروش بجانب بعضنا البعض، نستمع إلى الصوت المزعج الصادر من قطرات الماء المتساقطة.
كنا مبتلين من الرأس وحتى أسفل القدمين. ملابسنا وأحذيتنا كانت مبتلة أيضا من الداخل.
دخل إلى الغرفة، والتي بدت مثل أي غرفة فندقية أخرى.
“واه… إنها عادية أكثر مما توقعت.”
“أجل… الأمر مفاجئ للغاية…”
“…تاكّون، هل دخلت هذا النوع من الأماكن مسبقا؟”
“بـ-بالطبع لا! ماذا عنك، أياكو-سان؟”
“ماذااا؟! لـ-لا! أنا أيضا أدخله أول مرة!”
بعد حوار أخرق، تركنا أغراضنا على الأرض.
استخدمت منشفة الغرفة لأنظف حقيبتي وملابسي.
“حسنا إذًا، أياكو-سان.” قال تاكّون. “استحمي أنت أولا رجاء.”
“…ماذا؟”
على الأرجح كان ذلك بسبب صوتي المرتبك.
بدأ تاكّون بتوضيح موقفه مباشرة.
“ذ-ذلك لم يكن قصدي! آه، في الحقيقة… لقد كان كذلك، لكن لو تجاهلت ما بدا عليه الأمر، لم أقصده بتلك الطريقة… قصدت أنه عليك ذلك لكيلا تصابي بنزلة برد.”
“أ-انا أفهمك. أنا آسفة على إساءة فهمي.” اعتذرت في عجلة. “حسنا إذًا، إن كنت لا تمانع، سأدخل أولا.”
توجهت إلى الحمام وحدي.
على عكس الفنادق العادية، لم يكن هناك أي تفريق بين غرفة تبديل الملابس والحمام، وقد كان كل شيء مكشوفا من الغرفة.
لم أعلم ما أفعل، لذلك دخلت الحمام دون نزع ملابسي من ثم نزعتها في الداخل.
“…هااه…” تنهدت.
بالرغم من برودة جسمي بسبب المطر، إلا أن وجهي كان مشتعلا للغاية.
لماذا؟
كيف حصل هذا؟
ظننت أن الموعد سار على ما يرام.
إذًا… لم نحن الاثنين في فندق حب…؟!
دعونا نرجع قليلا إلى الماضي.
بعد أن خرجنا من عجلة فيريس، تذكرنا بعض الذكريات… ومن ثم خرجنا من المتنزه قبل الغروب.
لم يكن هناك أي خطط أخرى لباقي اليوم، لذلك عدنا مباشرة إلى المنزل.
الأمر مبكر للغاية بالنسبة لموعد بالغين، لكن النشرة الجوية تنبأت بوجود أمطار غزيرة الليلة.
قال تاكّون أنه من الأفضل العودة إلى المنزل مبكرا.
بالطبع… لم يكن هناك ذلك النوع من تقدم الأحداث من مثل ‘ماذا لو قلت أنني لا أريد العودة للمنزل الآن؟” أجل، لم يكن هناك أي شيء كذلك.
الموعد الذي ينتهي في نفس اليوم يكون أفضل!
“آسف على جعلك تقودين، أياكو-سان.”
“لا بأس، الأمر ليس مهما. لقد قمت بكل شيء لي اليوم، لذلك هذا أقل ما يمكنني فعله.”
داخل السيارة، وفي طريقنا للمنزل…
عرضت أن أقود السيارة كدلالة على امتناني اليوم.
توجهت إلى الطريق السريع عبر تقاطع الطرق ومن ثم إلى الطريق الرئيسي.
وفي أقل من نصف ساعة، سينتهي موعدنا.
“يبدو أننا سنعود قبل أن يبدأ المطر بالهطول.” قال تاكّون الجالس على مقعد الراكب.
تجمعت الغيوم السوداء في السماء أمامنا.
“أجل، الأمر مريح. لا أريد أن تبتل ملابسي الجديدة.”
“أوه، إذًا هذه ملابس جديدة.”
“مهلا… آه، صـ-صدفة! إن الأمر محض صدفة أنها كانت ملابس جديدة! لم أشتريها من أجل اليوم تحديدا~” كنت أختلق الأعذار، لكن بعدها مباشرة…
بووم.
دوى صوت انفجار في السيارة.
وقد بدأ مقود السيارة بالتحرك بشكل غريب.
“مهلا… ماذا. مـ-ماذا كان هذا الصوت…؟”
“…أظن أن الإطار انفجر.”
“ماذا؟! لـ-لا يمكن… مهلا؟ ما الذي سنفعله الآن؟!”
“أرجوك اهدأي قليلا!”
كنت عل وشك الدخول في نوبة هلع لكن تاكّون تكلم بصوت واثق.
“لا تدوسي بشدة على الفرامل، اخفضي السرعة رويدا رويدا وتوقفي على جانب الطريق. انفجار الإطار ليس نهاية العالم… لا تهلعي كل شيء سيكون على ما يرام.”
“…حـ-حسنا…”
بفضل صوته الواثق، تمكنت بطريقة ما من استعادة توازني.
توقفنا على جانب الطريق ثم خرجنا من السيارة… ورأينا أحد الإطارات مثقوبا. وقد خرج الهواء منه ولذلك تحطم الإطار بسبب وزن السيارة.
“أتساءل إن كنت قد دست شيئا أثناء قيادتي…”
“من الممكن. إن ذلك ثقب كبير… أياكو-سان، كم مضى من الوقت وأنت تستخدمين هذه الإطارات؟” سأل تاكّون أثناء تفحصها.
“إحم… منذ أن اشتريت السيارة، أظن قبل خمس سنوات.”
“لقد حققت وظيفتها بالفعل. إن هذه الإطارات قديمة الآن. أنا سعيد أن الأمر لم يحدث أثناء وجودنا على الطريق السريع. أياكو-سان ألديك رقم شركة تقدم خدمات الصيانة على الطريق؟”
“آه، اجل… لقد تم توصيتي بذلك عندما اشتريت السيارة، وقد كانت عندي من ذلك الوقت. رغم ذلك، لم أستعملها مطلقا… إحم، أين وضعت البطاقة…؟”
ربما في جيب السيارة؟ يبدو أن الكثير من الناس يضعون كل شيء هناك.”
“آه، إنك محق! لقد تذكرت أني وضعتها هناك!”
على عكسي بينما لم أكن اعلم ما أفعل، كان تاكّون هادئا بينما كان يشير إلي بالتعليمات بسلاسة.
وصلت إلى بطاقة الشركة، لكن…
“…أجل، مفهوم…”
“ما الذي قالوه؟”
“…يبدو أنهم يتلقون الكثير من الاتصالات اليوم… لذلك لن يتمكنوا من الحضور على الفور. علينا الانتظار ساعة تقريبا.”
“هكذا إذًا…”
كانت الشمس تغرب والسحاب الأسود يتجمع في السماء. ولو انتظرنا لمدة ساعة، ستكون هذه المنطقة مغرقة بمياه الأمطار الغزيرة.
آه… لم يحدث هذا…؟ بالرغم من أننا حظينا بموعد ممتع، لا يمكنني أن أصدق أن حادث كهذه وقع في الدقائق الأخيرة.
“أياكو-سان.”
كنت مغمومة عندما اقترب مني تاكّون.
“ربما أستطيع إصلاح الإطار.”
“…ماذا؟”
“حسنا، ليس إصلاحا، بل بالأحرى تبديله.”
“تـ-تبديله…؟”
“من المفترض أن يكون هناك بديل له لمثل هذه الحالات في مؤخرة السيارة.” قال ذلك بينما كان يفتح غطاء مؤخرة السيارة.
وعندما رفع السجادة… كان هناك فراغ غامض.
وقد كان هناك إطار رفيع، بالإضافة إلى عتلة وأدوات أخرى.
“يا له من أمر مطمئن. مؤخرا، العديد من السيارات يكون معها عدة صيانة دورية، لكنها في العادة لا تشمل الإطار الاحتياطي… إن الثقب كبير لذلك يصعب ترقيعه.”
“مهلا؟ مهلا؟ ما هذا؟ أكانت… هناك كل هذه المساحة الفارغة في الأسفل؟ لم يوجد إطار هنا…؟ مهلا؟ لم أضع ذلك هنا.”
هرعت قليلا بما أن شيئا لم أدرك وجوده ظهر من هذا الفراغ الذي لم أدري عن وجوده، وكل هذا في سيارة قدتها لسنوات.
“إن الأمر يعتمر على السيارة، بعضها يكون معها إطار احتياطي وعدة غيار في المؤخرة. إن كل ما في الأمر… أن الكثير من الناس ينسون الأمر. بالرغم من أن هذا الأمر يتم تدريسه في مدارس القيادة.” قال تاكّون بابتسامة تعلو وجهه.
بما أنه ذكر الأمر… أظن أنني تعلمت شيئا كهذا في مدرسة القيادة… على الأرجح.
آغه… لا فائدة. لا أذكر شيئا.
ففي النهاية… لقد مضت عشر سنوات على حصولي على الرخصة.
“جيد.”
أخرج الإطار والأدوات من المؤخرة ومن ثم وضعها بالقرب من الإطار المثقوب.
“تاكّون… أيمكنك إصلاح إطار بثقب كهذا؟”
“لست متأكدا، أظن أنني أستطيع تبديله على الأقل.”
“مـ-مذهل…”
“إن الأمر ليس مميزا. فكل ما أقوم به هو تبديل الإطار.”
“لكنك… لا تملك سيارة حتى. فكيف لك أن تعرف الطريقة…؟”
“كنت أقوم بتبديل الإطارات طوال الشتاء منذ وقت طويل. وقد عملت على سيارة والدي وسيارة والدتي. يكلف تبديل الإطار في محطات الصيانة ألفا ين، لذلك أقوم أنا بذلك وأكسب النقود لنفسي.”
أوه… عند ذكره الأمر، أظنه قام بذلك.
رأيت تاكّون يقوم ببعض الصيانة لإطارات عائلة أتيرازاوا في الموقف الخاص بهم.
“هذه أول مرة أقوم بها باستعمال إطار احتياطي… لكنني أظن أنني قادر على إدارة الأمر. لقد تدربت مسبقا.”
“تدرب؟”
“إحم…”
عندما طرحت السؤال عليه، أظهر تعبيرا مضطربا للحظة ومن ثم تكلم.
“بسبب موعدنا السابق، جهزت نفسي لكل أنواع الحوادث المحتملة… ومن ضمنها كان ثقب الإطار…”
“كـ-كنت تفكر بذلك أيضا؟”
“…هاها… يبدو ذلك سخيف؟ وبسبب تجهزي لمختلف أنواع الحوادث… لم أنم وأصبت بالمرض.” تبسم ساخرا من نفسه ومن ثم وضع معطفه أسفل السيارة. “لمن يبدو أن تدريبي لم يكن سدى، لذلك لا بأس.”
“تاكّون… هـ-هل يوجد هناك ما يمكنني أن أساعدك به؟ سأقوم بأي شيء، فقط أخبرني.”
“شكرا. إذًا، أيمكنك استعمال ضوء هاتفك لمساعدتي على الرؤية؟ إن المكان مظلم قليلا هنا.”
“بالتأكيد.”
شغلت ضوء هاتفي وأنرت المكان ليتمكن من الرؤية.
استعمل تاكّون الأدوات بمهارة وقام برفع السيارة ليغير الإطار. في حين أنني كنت أشاهده، وقد كان تعبير وجهه يجعلني أراه يعتمد عليه.
الإطار الاحتياطي موجود للاستعمال الطارئ فحسب ولا ينصح باستخدامه للقيادة على المسافات الطويلة.
لذلك بعد تغييرنا للإطار، توجهنا إلى محطة صيانة موجودة على الطريق.
كنا في إحدى المناطق المحلية.
كان هناك العديد من الورشات بالقرب من التقاطع.
دخلنا إلى إحداها وتركناهم يفحصوا السيارة… وقد أخبرونا أن الثقب كان سيئا لدرجة أنهم مضطرون لتغيير الإطار. وقد أخبرونا أيضا أن العمر الافتراضي للإطارات الأخرى قد انتهى بالفعل، لذلك وفي نهاية الأمر، قررنا أن نستبدلها كلها بإطارات جديدة.
يبدو أن الأمر سيستغرق حتى ظهر الغد.
خرجنا من الورشة وسرنا في الطريق متوجهين إلى موقف الحافلات.
لسوء الحظ، لم تكن سيارات الأجرة متوفرة، لذلك توجب علينا المسير.
“غدا سأحضرك إلى المحطة الصيانة مرة أخرى. سأستعير سيارة أمي لذلك.”
“ستكون تلك مساعدة كبيرة، شكرا.”
لقد غربت الشمس بالفعل.
مششينا على طول الطريق المنار بأضواء المتاجر، وقد أسرعنا بقدر ما أمكننا.
لم يكن التراخي خيارا.
فقد بدأت تمطر.
وأقرب محطة حافلات… كانت ما تزال بعيدة.
“أنا آسف، توجب علي إحضار مظلة أفضل.”
“لا بأس، لا تقلق. في الواقع، أنا من عليها الاعتذار بما أنني نسيت مظلتي…”
“لا، لا داع أبدا للاعتذار. ففي نهاية الأمر، كان من المفترض أن نعود قبل بداية المطر.”
قالت النشرة أن الأمطار ستبدأ ليلا، لذلك لم أحضر مظلتي برفقتي. ولذلك كلانا الآن نستعمل مظلة للاستعمال الواحد أحضرها تاكّون معه.
كنا نتشارك نفس المظلة… لكن الأمر لم يكن رومنسيا البتة.
لم تكن المساحة تكفي كلانا.
ولو زادت قوة الهطل كما تنبأت النشرة، فسيكون من المستحيل أن تكفي لشخصين بالغين بحجمها الصغير هذا.
ركضنا تجاه موقف الحافلات بعجلة… لكن…
“…أياكو-سان، أأنت بخير؟”
“أ-أنا بخير… حسنا، من الممكن لا… آسفة… الحذاء الذي ارتديته اليوم يصعب الجري فيه…”
“إذًا لا تركضي بسرعة.”
“لـ-لكن المطر~”
وفي لحظة قولي ذلك…
زاا زاا.
ازدادت شدة المطر.
كما لو تم إسقاط دلو ماء كامل، كان المطر يهطل على الإسفلت بقوة.
“وااا… يـ-يا له من مطر.”
“إنها تمطر كثيرا… أياكو-سان، دعينا نلجأ إلى مكان لنحتمي به حاليا.”
وتحت الأمطار المنهمرة، هربنا تجاه مكان بسقف عازل.
كانت الأمطار غزيرة لدرجة أن المظلة لك تكن كافية لحمايتي. حاول تاكّون أقصى ما بوسعه لجعل المظلة تغطي جانبي… وتلك الحركة كانت ما جعلتني أشعر بالسعادة… لكن المطر انزلق من المظلة ووقع فوقي، مخربا بذلك ملابسي الجديدة، بدا الأمر كما لو كانت الطبيعة غير مراعية للطف وشهامة ذلك الولد.
وحينما وصلنا إلى حافة متجر عليه لافتة تقول “غرف للإجار”، كان كلانا غارقا بالمياه.
“هاا، هاا… يا لها من أمطار غزيرة. لم أظن يوما أن السماء قد تمطر بهذه الغزارة…”
“ولا أنا…”
“تاكّون، تفضل. جفف نفسك بهذا المنديل. بالرغم أنه لن يفيدك كثيرا…”
“أياكو-سان، أرجوك استخدميه لنفسك أولا~…؟!”
وفي وسط كلامه، احمر وجه تاكّون خجلا ومن ثم نظر بعيدا.
“ما الخطب؟”
“إحم… أياكو-سان، ملابسك…”
“مهلا… كيااا!”
حينما نظرت للأسفل… كانت الجهة العليا من ملابسي شبه شفافة.
كان القماش ملتصقا بجسمي مما جعل ملابسي الداخلية تظهر.
يا للسوء…
كان الأمر سيئا بما فيه الكفاية عند جعل ملابسي شفافة… لكن الصدرية التي أترديها الآن تجعل الأمر أسوء. لأنني اليوم… وللاحتياط، في سبيل أن تحدث فرصة غير محتملة لشيء ما، كنت أرتدي صدريتي جالبة الحظ…
“أوه… إ-إن الأمر ليس كما تظنه، تاكّون! لـ-لا أرتدي هذا النوع من الملابس الداخلية السوداء… كل ما في الأمر أنه صادف ارتدائي اليوم لها…”
“هاه؟ أوه… على كل حال، أرجوك فلتستخدمها.”
كنت مذعورة، إلا أن تاكّون قام بتغطيتي بمعطفه.
“إنها رطبة، لكنني أظن أنها ستغطيك قليلا.”
“شـ-شكرا.”
“لكن… ما الذي سنفعله الآن…؟”
نظر تاكّون إلى الأعلى.
استمرت الأمطار الغزيرة بالهطول من سماء الليل المظلمة.
“…لا يبدو أن الأمطار ستوقف عما قريب.”
“بحسب النشرة الجوية، لن تتوقف حتى نهار الغد.”
“أوه لا… ماذا نفعل الآن؟ لا يمكننا أن نوقف تاكسي بسبب غرقنا بالماء… آغه…”
شعرت فجأة برعشة من البرد. ملابسي العادية والداخلية بدوا وكأنهم يمتصون الحرارة من جسدي.
“أأنت بخير، أياكو-سان؟ هل تشعرين بالبرد؟”
“لا، أنا قلقة عليك أكثر من قلقي على نفسي. ستكون مصيبة لو أصابتك نزلة برد مرة أخرى. علينا أن نلتجئ إلى مكان آمن…”
بدأنا بالنظر حولنا… ورأيناه كلانا في نفس الوقت تقريبا.
لقد وجدنا المكان المثالي.
كنا في منطقة محلية.
وقريبين من التقاطع… توجد هناك الكثير من فنادق الحب.
“”…””
أصبح الجو غير مريح على الفور. اللافتة التي عليها اسم الفندق وأسعار الغرف المضاءة بلون وردي جعلتنا نعجز عن الحديث.
لقد فهمت الأمر.
فهمته في دماغي.
في الوضع الحالي… إنه أكثر مكان يصلح أن ننزل فيه. بإمكاننا الاحتماء من المطر ويمكننا الاستحمام أيضا. بمقدورنا تجفيف ملابسنا، وأيضا يمكننا البقاء حتى نهار الغد.
لم يكن هناك أي خيار أفضل.
لكن… حقيقة أن هذا كان فندقا مميزا من النوع الذي يشجع على نشاطات معينة كان ما جعلني غير مرتاحة للفكرة.
أوه… لم…؟ لماذا؟!
لم كان عليهم أن يجعلوه فندق حب؟!
لو توجهنا لفندق عادي، كنت لأكون متوترة من الأمر… لكن فندق حب، لن أستطيع التفكير بأي شيء عدا ذلك الأمر…
“أ-أهاها… بالتأكيد هذا ليس مكان مناسب لنبقى فيه… صحيح؟”
سخرت من الأمر، في محاولة مني لكسر حاجز الصمت، لكن…
“…دعينا نذهب.” قال تاكّون.
بوجه محمر قليلا، ولكن علا وجهه نظرة جادة.
“لا أرى أي خيار آخر… لذلك أرجوك.”
“لـ-لكن…”
“أرجوك! أعدك، لن أقوم بأي شيء…!” قال ذلك بصدق كامل بينما كان مطأطئا رأسه.
عندما يطلب الأمر بتلك الطريقة… لن يكون الرفض خيارا.
وأيضا.
لم يكن لدينا خيار سوى الذهاب إلى فندق الحب لكي نستطيع الاحتماء من الأمطار الغزيرة.
بالرغم من أن تاكّون كان من اقترح الأمر، كنت أعرف أنه لم يكن لديه أي نوايا خفية من الأمر.
كان قلقا على أمري، وقد كنت انا أيضا قلقة من أن يصاب بالبرد مرة أخرى.
كان كلانا قلق على الآخر بطريقة جعلتنا نتصرف بشكل منطقي.
وقد فهمت ذلك بعقلانية.
لكن.
جزء مني لم يستطع تقبل الأمر… وانتهى الأمر بالأفكار تعصف في دماغي مما جعل قلبي ينبض أسرع.
وعندما دخلنا الفندق، كان قلبي ينبض بجنون.
“أ-آسفة على الإطالة.”
بعد ان انتهيت من الاستحمام، ارتديت بعض الملابس وخرجت من الحمام.
وفي غرفة النوم، كان تاكّون يجفف ملابسي باستخدام مجفف الشعر. حينما نزعت ملابسي في الحمام، وضعتها في الخارج وقد قام هو بتجفيفها بحرص.
“شكرا، تاكّون. سأهتم بالباقي، لذلك اذهب واستحم.”
“حسنا… لكنها ما تزال رطبة~”
نظر تاكّون إلي ومن ثم تجمد من الصدمة.
كان الأمر على الأرجح… بسبب مظهري.
كنت ارتدي رداء الحمام الذي تم تزويدنا به من قبل الفندق.
لم يكن بحوزتي لباس آخر، اضطررت لارتدائه. ملابسي الداخلية كانت مبتلة، لذلك لم أكن أرتدي شيئا تحت ذلك الرداء…
“…تـ-توقف! أنت تنظر كثيرا! توقف عن النظر هكذا، تاكّون…”
“هاه…؟ أ-آسف. كل ما في الامر… أنه مثير جدا…”
“~~! لـ-لم يكن لدي أي خيار آخر! لم يكن لدي أي شيء آخر لأرتديه!”
آه، تبا… إن هذا محرج للغاية. وجهي يشتعل من السخونة. بالرغم من أن هذا أمر لا يمكن تجنبه، أنا واقفة أمام تاكّون، لا ارتدي سوى رداء رقيق دون أي ملابس داخلية.
أبدو كما لو كنت عارية…!
“حسنا… أعتقد أنني سأستحم.”
“أجل. سأذهب لاتصل بميو. أنت تعلم، إحم… لأخبرها أننا لن نعود اليوم.”
“…حـ-حسنا”
أجاب تاكّون بارتباك كلامي المتوتر، وبعدها أخذ رداء الاستحمام وذهب ليستحم.
“…هااااه.”
بعد أن تركني وحدي، جلست على الأريكة وتنهدت بعمق.
“مـ-ماذا أفعل…؟ لا يمكنني التصديق أنني سأنام مع تاكّون…!”
وأيضا… في فندق حب ممهد لذلك!
كيف ولم انتهى الأمر بنا إلى حالة بهذه الحساسية؟!
كـ-كل شيء على ما يرام! لقد قال تاكّون أنه لن يقوم بأي شيء… أجل! أنا أثق به! كل شيء سيكون بخير، كل شيء سيكون بخير لن يحدث أي شيء، لن يحدث أي شيء…”
كنت متوترة لدرجة أنني بدأت بمحادثة نفسي.
“…آه، صحيح. علي إجراء المكالمة.”
أخرجت هاتفي.
اتصلت بميو وقد أجابتني على الفور.
أخذت نفسا عميقا وهدأت نفسي ومن ثم شرحت المسألة لها كي لا تسيء الفهم… بالطبع، لم أذكر لها جزء فندق الحب.
“-أجل، آسفة. لذلك فلتتناول العشاء وحدك الليلة. هـ-هناك بعض الدجاج المقلي في الثلاجة… –لـ-لا، إن الأمر ليس كذلك! ما الذي تقولينه الآن؟! –لقد قلت لك أن الأمر ليس كذلك! لقد كان أمر لا يمكن تجنبه! –سنبيت لليلة واحدة! –إ-إ-إ-إن الأمر ليس كذلك… ما الذي تقولينه؟! -إنه فندق عادي للغاية! بل أكثر من عادي! إنه عادي لدرجة فاجأتني! الاسم؟! إن اسم الفندق هو… أوه… آه، إن بطارية الهاتف فارغة، آسفة! علي أن أقطع الاتصال! وداعا!”
أغلقت المكالمة بقوة.
فيوه… يبدو أنه لا يمكن لي الكذب عليها… أظن. هممم، آه، لا أعرف ما أفعل. لا أريد التفكير بالأمر. على كلٍ، أخبرتها أننا لن نعود الليلة، لذلك دعونا نقول أن الأمر مضى على خير.
“إحم… ماذا الآن…؟ أوه صحيح، علي تجفيف ملابس تاكّون. لقد اعتنى بملابسي قبل ملابسه وها أنا الآن أنكر معروفه.”
أخرجت مجفف الشعر، ومن ثم بدأت بتجفيف ملابسي وملابس تاكّون.
وبينما كنت أقوم بذلك… انتهى من حمامه وخرج.
وبالطبع كان يرتدي نفس رداء الحمام الذي ارتديه.
وعلى الأرجح بلا ملابس داخلية، تلك القماشة الرقيقة فقط….
“…أياكو-سان، ألست تنظرين إلي أكثر من اللازم أنت الأخرى؟”
“~~! أنا لا أنظر!”
حينما قال ذلك بخجل، نظرت إلى الجهة الأخرى بأسرع ما أمكنني. أوه، تبا. لا يمكنني منع نفسي عن التحديق. لقد كان صدره مكشوفا قليلا، كان من الصعب المقاومة…
كان كلانا شبه عاريين…
“سأساعدك في التجفيف.”
“…حـ-حسنا.”
قمنا بتجفيف ملابسنا معا، لكنني لم أستطع النظر إليه مباشرة… وقد كان تاكّون محمرا بالكامل ولم ينبت بكلمة.
آغه… الهواء في الغرفة لم يكن جيدا.
لقد كنت متوترة كثير… وشعرت ان كل شيء يدور من حولي.
وفي محاولة لتعديل المزاج، بحثت في المكان… وقد وجدت شيئا ما.
ماذا؟
“أواااه…”
لـ-لم يوجد شيء كهذا هنا…؟
“ما الخطب؟”
“آه، الأمر هو… أنني وجدت هذا…”
بينما كنت مرتبكة، أمسكت بالقنينة الموجودة في البالوعة.
كانت بحجم كف يدي…
وقد كان مطبوع عليها كلمة ‘مرهم‘ بأحرف كبيرة.
“أ-أهاها… كما هو متوقع من فندق حب. يبدو أنه لديهم هذا النوع من المراهم هنا.”
“أوه… آه، لا.” قال تاكّون، بينما بدا عليه التردد في كلامه. “إن ذلك… مرهم كما يبدو، ولكن…”
“…هاه؟”
“هو الأرجح ليس النوع الذي تفكرين به…”
“…مااااذاااا؟!”
لقد كنت مصدومة، كما لو أن أحدهم ضربني على رأسي بمطرقة.
تحققت من الملصق في عجلة، وعلى الخلف كان هناك بعض التفاصيل عن المحتويات، وقد احتوى على أحرف صغيرة تقول ‘مرهم ترطيب‘.
أواا.
لـ-لقد وضعت نفسي في موقف مشن مرة أخرى! لقد ارتكبت خطأ محرجا بشكل فادح تماما!
كنت خجلة من نفسي لدرجة أنني سقطت في هاوية اليأس، لكن…
“…بفت.” بدأ تاكّون بالضحك. “لا، آسف. أنا لا أضحك… أنا لا أضحك… كو… فوفوفو.”
“ماذ… لـ-لا داعي للضحك لهذه الدرجة!”
“آسف… لكن الأمر مضحك للغاية. كيف أمكنك أن تخلطي بينهما هكذا؟”
“أغه…! كيف يمكنني ألا أخلط بينهما؟! أنظر أين نحن!”
“حتى لو كان فندق حب، فهم لن يضعوا مرهم انزلاق في البالوعة.”
“أ-أنت لا تعرف ذلك! قد يكون هناك فندق حب في مكان ما قد يضع مرهم الانزلاق في البالوعة…”
“أجل، إن ذلك ممكن… كوكو… أهاهاهاها!”
أوه… أنت تضحك كثيرا… أحمق…”
استمر تاكّون بالضحك حتى لم يعد قادرا على ذلك، بينما عبست كما لو كنت فتاة صغيرة.
لا أعلم إن كان ذلك للأفضل أو للأسوء.
بعد حادثة المرهم، أصبح الجو مريحا أكثر قليلا.
كنت ما أزال خجلة، لكنني تمكنت بطريقة ما من إجراء محادثة طبيعية معه.
وحينما انتهينا من تجفيف ملابسنا، طلبنا خدمة الغرف وبعدها أمضينا الليلة نشاهد التلفاز.
…بما أنه كان فندق حب، ظننت أننا لن نجد سوى القنوات الإباحية، لكن القنوات العادية كانت موجودة أيضا.
تحدثنا بينما كنا نشاهد مختلف أنوع العروض والمسلسلات، وقد نسينا تماما المكان الذي كنا فيه.
لكن…
الجو الهادئ وصل إلى نهايته بسرعة.
“…دعينا نذهب للنوم، قلد تأخر الوقت.” قال تاكّون بصوت متوتر وقد تعدى الوقت الساعة الحادية عشر.
“أجل…” أومأت، لكنني كنت عاجزة عن الكلام بعد ذلك.
كان كلانا ينظر للسرير.
سرير كبير مزدوج ويملأ زاوية الغرفة بأكملها.
أجل، لقد كان ذلك فندق حب.
لذلك، بالطبع… سكون هناك سرير واحد فقط.
وقد كان ذلك أمرا أدركه كلانا عندما اتينا إلى هنا.
لكن وطوال هذا الوقت، حاولنا تجاهل هذه المشكلة، والآن…
“أياكو-سان، أرجوك نامي أنت على السرير.” كسر تاكّون حاجز الصمت. “وأنا سأنام على الأريكة.”
“لا داعي لذلك. بالأحرى… لا يمكنني ان أدعك تنام على الأريكة. لو جعلتك تقوم بذلك، سأشعر بالذنب لدرجة أنني لن أستطيع النوم.”
“لكن…”
“أرجوك.”
بعد ذلك، استمررنا بالنقاش، لكن في النهاية، وصلنا إلى اتفاق.
بعد تجهيز السرير، فتحت الستائر خلف السرير… أو بالأحرى، عانيت أثناء فتحها حتى تمكنت من إيجاد زر الإضاءة.
“حسنا إذا، تصبح على خير.”
“تـ-تصبحين على خير…”
حيينا بعضنا البعض ومن ثم ذهبنا للنوم.
أنا في السرير الكبير وتاكّون على الأريكة الصغيرة؟
“…”
وبالطبع… لم أستطع النوم.
ليس فقط بسبب أنني كنت متوترة من النوم في فندق حب، بل لأنني كنت أيضا قلقة عليه.
خطفت نظرة عليه.
كان ملتفا على الأريكة الضيقة وقد كانت قدماه متقاربتان من جسمه. بدا عليه أنه لم يكن مرتاحا وقد كان يتحرك كثيرا.
“…ألا تستطيع النوم؟”
“آه… آسف، هل كنت أصدر ضجة؟”
“لا، لم تكن تصدر أي صوت، لكن… ظننت أنك ستواجه وقت عصيبا أثناء محاولتك أن تنام.”
“أ-أنا بخير. أستطيع النوم هنا… وأيضا، في أسوء الحالات، يمكنني قضاء الليل بطوله دون أن أنام.”
قال ذلك بسعادة. كان قلقه علي واضحا. يسعدني كثيرا لطفه، لكن إن استمر الأمر… فسأشعر بالذنب تجاهه.
“…تاكّون.” قلت فجأة. “عندما كنا عند واجهة الفندق أخبرتني، أليس كذلك؟ أنك لن تقوم بأي شيء.”
“أوه… أ-أجل.”
“بقينا هنا لأن هذه حالة طارئة… وليس… لأنك تملك أي نوايا خفية، صحيح؟”
“بـ-بالتأكيد!”
“…أجل، أنا أيضا أظن ذلك. أنت لا تملك أي نوايا خفية. لم تكذب علي عندما قلت أنك لن تقوم بأي شيء.”
“ولذلك…” قلت له.
وقد كنت أشعر بنبضات قلبي تتسارع كثيرا، رفعت الملاءة قليلا.
“دعنا ننام معا.”
بعد قولي ذلك، بدأنا بالنقاش مجددا، لكن في النهاية، استسلم تاكّون ومن ثم استلقى بجانبي على السرير المزدوج.
وبالطبع لم نلتصق ببعضنا البعض كما يفعل العشاق. حتى لو قررنا أن نتشارك السرير ونتشارك نفس الملاءة، كان كل منا يستلقي على جانبه الخاص من السرير.
كان السرير كبير بما فيه الكفاية لينام فيه شخصان دون أن يتلامس جسدهما.
لكن بالرغم من ذلك…
كان قلبي ينبض بسرعة كبيرة ولم يبدو أنه كان ينوي الهدوء في أي وقت قريب.
“~~”
ماذا أفعل، ماذا أفعل، ماذا أفعل؟
أنا نائمة، نائمة بجانب تاكّون…!
آغه، كيف حدث هذا…؟ حسنا، لقد كنت أنا من دعاه. أعرف أنه من الغريب أن أكون مضطربة هكذا بالرغم من أنني من دعاه، لكن… أوه… آه…
بالطبع أنا أثق بتاكّون. أنا أصدقه، ولكن هناك لحظات لا يمكن فيها للرجال التحكم بأنفسهم! عقولهم تكون واعية، ولكن أجسادهم لا تطيعها!
غير أن… تاكّون… معجب بي.
لذلك من وجهة نظره، هو ينام في نفس السرير مع المرأة التي يحب… وفي مثل هذه الحالة، لا يمكن للرجل أبدا أن يمسك نفسه…!
وفوق كل هذا… كنت أنا من دعاه.
وحتى لو خرج جزؤه السفلي عن السيطرة… فلن يكون لي لحق بالتذمر.
وعند التفكير بالأمر بتعمق… نحن الآن لا نرتدي ملابس داخلية، وبذلك يصبح الأمر أكثر خطورة.
ما الذي كنت أفكر به؟ أدعو رجلا إلى سريري بملابس كهذه… ولو جرى شيء بشكل خاطئ، لا أستطيع ادعاء كوني ضحية.
في الحقيقة، إن كان شيء ما سيحدث… فليحدث.
لا… هذا ليس معناه أنني أريد منه مهاجمتي أو شيء كهذا!
كل ما في الأمر… حسنا… لو خرج جزؤه الأسفل عن السيطرة، أتساءل ما إن كاد لدي الحق في الرفض… لو كنت مراهقة، سيكون الأمر مختلفا، لكن لامرأة في الثلاثين من عمرها من مثلي تدعوه لسريرها، ومن ثم ترفضه بعبارة “لم أعني الأمر بتلك الطريقة” عندما يقترب منها… أتساءل ما إن كان هذا العذر سيفلح حقا…
جزؤه السفلي…
جزء تاكّون السفلي… أواااا! الأمر لا يبشر! مجرد تذكر ذلك! لقد تذكرت بوضوح ما جرى حينما أتيت لزيارته المرة الماضية!
علامة رجولته كانت تدفع بنطاله وتعلو بقوة نحو السماء…
أوه… لا، لا، توقفي عن التفكير بذلك… آغه، الصورة لا تخرج من رأسي. الآن بعد أن أصبحت منتبهة لذلك، لن تغادر رأسي أبدا…!!
“أياكو-سان…”
“هـ-هياه؟!”
أعادني صوت تاكّون للواقع. كان رأسي مزدحما بالصور البذيئة، وبسبب ذلك صرخت بتلك الصرخة الغريبة.
“مـ-ما الخطب؟”
“لا، لا شيء.”
بعد حذف تلك الصورة بأعجوبة من دماغي، حاولت الرد عليه بصوت هادئ.
“تاكّون… هل من خطب؟”
“لا، كل ما في الأمر أنني لا أستطيع النوم، هل كنت انت أيضا مستيقظة؟”
“…أجل. مستيقظة بالكامل.”
“مثلي تماما.”
“أهاها… من الصعب النوم، أليس كذلك…؟”
عندما نظرت خلفي، كان تاكّون ينظر في الجهة الأخرى، لذلك أدرت ظهري مرة أخرى.
بدأنا بالحديث بينما كانا ظهرانا مقابلين بعضهما البعض.
ما تزال تمطر بالخارج، لكن وكما هو متوقع من فنادق الحب… كان هناك عزل صوت ممتاز لدرجة أنك لن تتمكن من سماع صوت الأمطار.
ولذلك.
حتى لو تكلمنا بهدوء… كان بمقدورنا سماع بعضنا البعض بوضوح.
“حينما أفكر بالأمر قليلا… اعتدنا النوم معا.”
“صحيح. ومعنا ميو.”
“أجل، ثلاثتنا معا…”
لا أذكر الأمر مطلقا، لكنني أظن أن ذلك حدث عدة مرات. عندما اتى تاكّون للعب في بيتنا وقد شعرت ميو بالنعاس بعد تناول الغداء، ولذلك نام ثلاثتنا معا.
“…كان الأمر عاديا. كان بمقدوري حينها النوم معك بأريحية.”
لكن… كل شيء تغير الآن.
النوم معا يجعلني أخجل كثيرا.
“هااه… لقد وقعت الكثير من الأحداث مؤخرا.”
الآن بعد أن صرت مدركة للأمور التي اعتدت أن أراها بشكل عادي.
إطعامه، مشابكة الأيدي… كانت أمور أمكنني القيام بها بشكل طبيعي مع تاكّون عندما كان مجرد طفل، لكن لم يعد بإمكاني فعل ذلك.
ليس فقط لأن تاكّون أصبح كبيرا… بل لسبب أكثر أهمية.
لأنني أدركت حقيقة مشاعره.
لأنني عرفت كيف يراني.
“…انا آسف.”
“مـ-مهلا؟ ما سبب هذا؟”
“أنا السبب، ألست كذلك؟ لقد سببت لكي الكثير من المشاكل بسبب اعترافي.”
“ذلك ليس خطأك، تاكّون. كل ما حدث كان بسببي…”
“كما قال ساتويا. الاعتراف هو مثل القنبلة التي بإمكانها تدمير العلاقة بأكملها. وفي الحقيقة… أظن أنه كذلك. فنحن… لا يمكننا العودة إلى ما كنا عليه بعد الآن.”
“…”
أجل، أظن ذلك صحيح.
لا يمكننا العودة إلى ما كنا عليه.
إلى كوننا مجرد جيران متوافقين.
مهما حاولنا، لن يعود أي شيء إلى ما كان عليه.”
“…لقد كان الندم يؤرقني طوال هذا الوقت. لو لم أعترف لكان بمقدور علاقتنا أن تبقى كما كانت من قبل…”
“لكن.” أكمل قائلا.
وبصوت مكتئب، لكن مليء بالعزم.
“والآن… أنا سعيد باعترافي.”
“ماذا…؟”
“بسبب اعترافي… تمكنت من رؤية جانب لأياكو-سان لم أعرف عنه.” بدا صوته سعيدا جدا. “لقد كنت محمرة وخجلة جدا بعد اعترافي… وقد شعرت بالذنب… ولكنك في نفس الوقت، بدوت في نظري ظريفة جدا.”
“ماذ… أ-أحقا بدوت كذلك في نظرك؟!”
“آسف، لكنك بدوت حقا كذلك…” قال ذلك، كان يعتذر لكنه لم يبدو عليه الأسف.
لـ-لا أعرف بماذا أفكر الآن…!
أنني أبدو ظريفة عندما أكون محمرة وخجلة…؟ مـ-ما هذا بحق السماء؟
لا أعلم ما إن كان علي أن أشعر بالسعادة أو أن أغضب بسبب هذا…
“بفضل اعترافي، تمكنت من رؤية جوانب كثيرة من لم أتمكن من رؤيتها من قبل… وفوق كل هذا، بدأت أخيرا بالنظر إلي… حتى ولو قليلا… بدأت بالانتباه لي كرجل. وذلك… ما جعلني سعيدا حقا.”
“تاكّون…”
علاقتنا تغيرت بشكل كبير من بعد اعترافه.
كما لو أن قذيفة وقعت فوقنا، تغير كل شيء تماما.
لكن لم يتغير كل شيء للأسوء…
“أ-أنا أيضا سعيدة… جزئيا…” قلت كرد على ما قال، بالرغم من أنني لم أبدو مقنعة بذلك. “بعد اعترافك… بدأت التفكير بالعديد من الأمور… لقد حظيتُ بأوقات صعبة…لكن، أتعلم. لا أظن الأمور كانت ستكون أفضل لو لم تعترف.”
“…”
“بما أنني خرقاء جدا… لم ألحظ أبدا مشاعرك إلا حينما اعترفت لي. ولو لم تفعل… لم أكن لألحظها أبدا.”
ليس فقط أنني لم أكن لألحظ مشاعره، بل كنت أيضا أحاول ربطه بابنتي.
بالنظر إلى الماضي… أظنني كنت قاسية للغاية.
لم ألحظ أبدا مشاعر الرجل الذي وقع في حبي، بل على العكس، حاولت أن ادعمه في علاقة مع امرأة أخرى.
“ولذلك… أنا سعيدة جدا باعترافك. شكرا على ذلك، تمكنت أخيرا من ملاحظة مشاعرك الحقيقية.” قلت له. “شكرا، تاكّون، على كونك شجاعا بما فيه الكفاية لتعترف.”
“أياكو-سان…”
“ورغم ذلك… أ-أنا آسفة… على عدم إعطائك جوابي بعد… فبسبب ترددي… ما زال كلانا في مرحلة معقدة.”
“لا، لا تشغلي بالك بذلك. كما قلت سابقا… أنا سعيد بما فيه الكفاية بوضعنا الحالي. وسأنتظر بسرور جوابك.”
“…”
آه، يا لك من فتى طيب، تاكّون.
لا.
إن من القساوة أن أناديه بالفتى الطيب… إنه رجل طيب.
رجل مذهل.
وفي موعد اليوم، تمكن من تبديل الإطار بعد الحادث، وقد تصرف بعزم مباشرة عند وصولنا فندق الحب… لقد كان دائما رائعا ويعتمد عليه، وفوق كل هذا، معتبرا.
أمكنني الشعور بحبه لي أكثر وأكثر… ولذلك، أشعر بالقرب منه أكثر وأكثر.
“…اجل.” قلت له.
بينما كان ظهري مقابل له، بدا الأمر كما لو كنت أكلم الفراغ.
“لو كنت أصغر، هل كنت لأعزم أمري بشكل أسرع؟”
ذلك… لم يكن هناك أي داعٍ لذلك السؤال. كان الأمر أكثر من واضح. لا يمكنني منع نفسي عن التفكير في ذلك.
“لو كنا في نفس العمر… لو كنت أنا طالبة جامعية مثلك، لما كنت أطلت التفكير بالأمر، لما كنت أنازع أفكاري هكذا، وكان كل شيء سيكون أسهل…”
لو كنت أصغر عمرا.
لو كنت فتاة.
لو… لم يكن لدي ميو.
أظن أني كنت سأخرج مع تاكّون غالبا.
ففي النهاية… لن يوجد سبب لرفضه.
كنت لأقول نعم كرد على اعترافه ومن ثم نصبح زوجا سعيدا يحسدهما الجميع.
لكن… أنا الحالية لا يمكنها فعل ذلك.
قيد ‘البالغين‘ يمنعني من فعل ذلك.
-أنت ما زلت صغيرة لتستعملي العمر كعذر.
كان ذلك ما قالته أوينوموري-سان لي… لكن ذلك مستحيل.
أنا لست شابة.
أنا لست شابة، أوينوموري-سان.
أنا لست في عمر يسمح لي بأن أطلق العنان لمشاعري وأقع في الحب… بالإضافة، أنا لدي ميو، ابنتي العزيزة.
آه…
مجرد التفكير بالاحتمالات الأخرى… يجعلني أشعر بأني مثيرة للشفقة. لم أرد حتى التفكير بأمر مثل ‘لو لم تكن لدي ميو‘… فذلك يجعلني أبدو كما لو كنت أراها كعائق… وأنا غاضبة كثرا من نفسي لذلك.
أو بالأحرى.
أتساءل ما إن كنت سأفكر بمثل هذه الأمور من الآن وصاعدا.
كلما زاد عمق علاقتي بتاكّون، يزيد تفكيري بميو…
“همم، أنا لا أعرف…” تكلم تاكّون بعد وهلة.
كان يحاول الإجابة على حديثي الذاتي.
“لم أفكر بذلك مطلقا. بخصوص ماذا لو سيحدث… إن كنت أصغر سنا.”
“مهلا؟ حقا؟”
“كنت أفكر بعكس ذلك. ماذا لو كنت أنا أكبر وأكثر نضجا، أتساءل ما إن كنت سأبدو كرجل يليق بك. لكن… لكنني لم أفكر ولو لمرة واحدة بماذا كان سيحصل لو كنت انت أصغر سنا.”
“ففي النهاية.” أكمل قائلا.
“وقعت في حبك… لأنك أم ميو.”
“…”
“انجذبت نحوك لأنك قررت تحمل مسؤولية الاعتناء بميو، ابنة اختك، وقد ربيتها بكثير من الحب والحنان. ولذلك… لو كنا في نفس العمر… لو التقينا كزملاء في الجامعة… من الممكن أنني لم أكن لأقع في حبك.”
“…”
“آه، لا، أقصد، ستكونين جذابة جدا لو كنت طالبة في الجامعة! لكن، إحم… كيف أقولها…”
“…”
لم أستطع الرد على تاكّون، والذي كان يوضح كلامه في هلع.
لأنني…
كنت أحارب لأكتم دموعي.
أوه…
لقد فهمت، إن الأمر منطقي الآن.
لم كنت قلقة بشأن أمر تافه كهذا؟
الرجل الذي قال أنه يحبني كما انا الآن… هو تاكومي أتيرازاوا.
الشاب الذي كان يعيش بجواري طوال هذه العشرة سنوات والذي دعمني أكثر من أي شخص آخر.
وأيضا… الشخص الذي كان يراقبني أكثر من أي شخص آخر.
هذا ليس تجسدا مفاجئا لمشاعر المحبة. هو يعرف كل شيء عني، يتقبلني كما أنا وحتى أنه يقول بصوت عالٍ أنه يحبني.
أنا أشعر بالخزي من نفسي لأني اعتبرت ميو عائقا، حتى لو كان ذلك للحظة واحدة.
تاكّون… لم ينظر للأمر أبدا بتلك الطريقة.
هو لم يرى ابنتي كعائق أبدا، بل رآها كجزء من حياتي.
كان يحاول أن يتقبل كل شيء فيني…
“…فوفو.” ضحكت بعفوية بعد أن تمكنت من كتم دموعي. “إذا، في النهاية، أنت تحب النساء البالغات.”
“ماذاا؟ لا، لم أقصد الأمر بتلك الطريقة~”
“فوفو، أنا أمازحك فحسب.”
بينما كنت أضحك استدرت للجانب الآخر ببطء.
وعلى الجانب الآخر من السرير رأيت ظهره.
ليس الأمر أنني لدي هوس بظهر الرجال… لكن عندما أرى ظهره، ينبض قلبي بسرعة.
أصبح رأسي أكثر سخونة وعقلي صار فارغا.
“هـ-هاي، تاكّون.” قلت ذلك بينما كان قلبي ينبض بشدة. “أليس… الجو بارد قليلا؟”
“ماذا… هـ-هل أنت بخير؟ إن الجو بارد بعض الشيء. سأتصل بالاستقبال وأطلب المزيد من الملاءات…”
“لـ-لا، لا! الأمر ليس بذلك السوء!”
كان جوابه أكثر عقلانية مما توقعت، لذلك أوقفته في عجلة وأكملت كلامي.
“إن الجو بارد… بعض الشيء فقط… بـ-بسبب الفراغ. بسبب وجود مسافة بين كلانا، تستمر الملاءة بالتحرك مما يجعل الهواء داخلها أكثر برودة… لـ-لذلك…” قلت له.
حتى أنا لمْ أعرف لمَ كنت أتفوه بذلك.
“هل بإمكاني أن أقترب؟”
“ماذا…؟”
“لمراعاة الجو البارد، أظن أن كلانا سينام بشكل أفضل إن تقاربنا أكثر، حقا، هذا كل ما في الأمر… ليس لدي أي نوايا أخرى…”
“أ-أنا… لا أمانع.”
“…حـ-حقا؟ إذا… اسمح لي.”
انزلقت داخل الملاءة واقتربت منه.
أوشك قلبي على الانفجار، لكنني وبالرغم من ذلك، اقتربت منه أكثر وأكثر…
بالطبع حتى بالرغم من أني قلت أن علينا أن نتقارب، لم أعني أن نتعانق بشكل مباشر.
مجرد أن أيدينا وأرجلنا كانت تتلامس.
لكن ارتباط كذلك، جعلني أشعر بحرارة جسده… أما بالنسبة لجسدي فقد صار مشتعلا.
“…من المأكد أن اقترابنا هكذا أكثر دفئا.”
“أجل… آه، لكن، تاكّون، لا تستدر. فقط ابقى كما أنت.”
“لماذا…؟”
“لأنني…”
لا أستطيع أن أدعك تراني هكذا.
لا يمكنني أن أريك وجهي الآن.
وجه امرأة سعيدة جدا لدرجة أن الأمر محرج.
وضعت يدي على ظهره.
ظهره الواسع الدافئ الكبير.
كان ذلك شعورا غريبا.
كان قلبي ينبض بسرعة كبيرة، لكنني شعرت بالطمأنينة.
هذه الطمأنينة الدافئة أحاطت بعقلي وجسدي.
وقبل أن أدرك الأمر، بدأت أنام وقد كنت في قمة السعادة.