Musume Janakute Mama ga Sukinano !? - الفصل السادس
♥
في ذلك اليوم، تاكّون عاد لمنزله بعد أنهى تدريس ميو كما يحدث دائما.
وبينما كان كلاهما يدرس في الطابق الثاني، كنت أقوم بالأعمال المنزلية في الطابق الأرضي… إلى أن وصلتني مكالمة من أوينوموري-سان.
كانت مكالمة قصيرة لتأكد من أمر معين يتعلق بعملي، ولذلك لم يطل الأمر.
لكن…
“هاهاها، يبدو أن مجموعة من الأمور المشوقة وقعت دون معرفتي، لا يمكنني أن أصدق أن طالبا جامعيا صارحك بمشاعره.” قالت بينما كانت تضحك بسعادة.
….آاه… أنا وفمي الكبير…
بعد أن ناقشنا تفاصيل العمل، طلبت منها نصيحة بخصوص ما يجري مع تاكّون، مستعملة عذر ‘ليس أنا، بل صديقة لي‘ لكنها رأت ما كنت أحاول أن أخفي واستطاعت استخراج كل المعلومات مني في لحظات.
كما هو متوقع من سيدة أعمال ماهرة مثلها.
مهاراتها في الحوار مدهشة.
…أيضا، أظن أن دفاعي المتراخي كان له دور في تسهيل العملية.
“تاكومي أتيرازاوا-كون هاه… والآن بذكرك ذلك، أظن أنك تكلمت عنه سابقا. إذا لم تخني الذاكرة، إنه الفتى الذي يعيش بجواركم ويدرس ابنتك. كنت تقولين في السابق أنك ستكونين سعيدة إذا بدأ بواعدتها.”
“…”
“لكن على ما يبدو، أتيرازاوا-كون لم يكن معجب بابنتك… بل كان معجبا بأمها. كوكو… هاهاها، يا له من أمر مذهل!”
“… إن هذا ليس بأمر مضحك.”
“آه، آسفة.”
بعد سماعها ما قلت، اعتذرت أوينوموري-سان.
لكن الفرحة بقيت في صوتها.
“لكن، أتعلمين، إن ذلك حب نقي. ذلك الفتى كان مغرم بك لمدة عشرة سنوات، ألم يكن كذلك؟”
أعتقد ذلك.
والآن عند سماع ذلك من لسانها… فذلك حقا حب نقي.
نقي بشكل مبالغ فيه.
“أنا أحسدك، أتمنى أن يكون هناك من شخص يهتم بي بصدق كما يفعل ذلك الفتى معك.”
“تحسديني…؟ بربك، أوقفي مضايقاتك، أوينوموري-سان. أنا أرجو منك أن تعطني نصيحة جدية.”
“هم؟ لم أكن أضايقك،” قالت بصوت متفاجئ. “وأيضا تطلبين نصيحة مني…؟ همم… أأنت حقا جادة في طلبك هذا؟ ظننتك تتباهين فحسب… حسنا إذا ما الذي تريدين السؤال عنه؟”
“إذاً… ما الذي علي فعله الآن؟”
“فلتواعديه.” جاوبت أوينوموري-سان.
ونبرة لم يبدو عليها المزاح.
كانت تلك نبرتها الاعتيادية، كما لو كانت تجاوب دون تحفظ.
“حسب كلامك، هو جاد وصريح ويبدو أنه شخص طيب. جربي أن تواعديه، وإن لم يفلح الأمر انفصلي عنه وحسب.”
“إ-إن الأمر… ليس بتلك البساطة.”
“بل أنه كذلك. بالأصح ألست من يبالغ بالتفكير؟”
“…”
“كاتسوراغي-كون. يبدو أنك قلقة بسبب فرق العمر… لكن أليس بالعشرين من عمره؟ أعتقد أنه لمن الوقاحة أن تعامليه كطفل.”
“قد تكونين محقة… لكن بالنسبة لي فالموضوع ليس بتلك البساطة.”
“هم؟”
“فكري بالأمر بمنظور الادراك السليم، إن لمن المستحيل لي أن أواعد فتى يصغرني بعشرة سنوات… لا أظن أن الأمر سينجح…”
“بففت… هاهاها… هاهاهاها!” بدأت أوينوموري-سان بالضحك.
وبقوة وعلو.
“أويـ-أوينوموري-سان؟”
“هاهاها… آه، آسفة، آسفة. لم أستطع إمساك نفسي عن الضحك. لم أتوقع يوما أنك ستستعملين بطاقة الادراك السليم.”
“…”
“قبل عشرة سنوات… كنت أتساءل عن هوية تلك المرأة العشرينية التي قررت الاعتناء بابنة أختها المتوفاة.” قالت أوينوموري-سان. “بدأت عملها للتو، وليس لديها أي مدخرات، ولم يكن لديها أي خبرة في تربية الأطفال… وبالرغم من كل ذلك، قررت الاعتناء بميو-تشان. ألم تكن المدعوة أياكو كاتسوراغي هي من قامت بذلك الفعل غير المنطقي والمنافي للـ‘ـإدراك السليم‘؟”
“…”
تذكرت فجأة.
ما جرى قبل عشرة سنوات.
عندما قررت الاعتناء بميو في يوم الجنازة… أتساءل إن كنت أفكر حينها بـ‘الإدراك السليم‘.
لا، لم أفعل.
لم أمعن التفكير ولو للحظة بل مضيت وتقدمت بسبب تلك المشاعر التي كانت تغمر جسدي.
“عزيزتي… يبدو أنك تغيرت كثيرا في غضون عشرة سنوات.” وبصوت ساخر أكملت كلامها. “في ذلك الوقت… كنت شابة. وبسبب ذلك كان بإمكانك أن تتركي مشاعرك تقودك دون أي وعي لما تقررين. كنت تنوين أن تتخلي عن حياتك لصالح شخص آخر. وكل ذلك لأنك لم يكن لديك ما تخسرين.”
“لم يكن لدي ما أخسر…؟”
“أولئك الذين ليس لديهم ما يخسرون يستطيعون القيام بأي شيء. يمكنهم مواجهة التحديات مهما كانت. لكن كلما طالت بك الحياة، كلما بدأتِ بالاستقرار. وبذلك يبدأ قلق أن تخسري شيئا. المال، أو عائلتك، أو أصدقاؤك، أو كبرياؤك، أو احترامك لذاتك… وذلك ما نسميه ‘بالتقدم بالعمر‘.”
“…”
“وبتقدمك بالعمر، تبدئين بالخوف من القيام بأمور معينة.” قالت أوينوموري-سان “إن ما جعلك قادرة على تربية ابنة أختك أنك كنت شابة. لكنك… الآن تغيرت. لقد تقدم بك العمر. وفي هذه العشرة سنوات، جصلتِ على أشياء لا تريدين أن تخسريها.”
عشرة سنوات…
عاد إلى دماغي المشهد الذي كان فيه أقاربي يتنازعون فيما بينهم بخصوص من فيهم سيعتني بميو.
لأكون صريحة… شعرت بالاشمئزاز منهم في ذلك الوقت.
شعرت بخيبة الأمل والسخط تجاههم، أولئك الأنانيون الذين لم يفكروا ولو للحظة لما سيحل بميو.
لكن…
والآن عندما أستذكر ما حصل، لعلهم كانوا مستميتين فحسب.
كانوا مستميتين لحماية حياتهم وإبقاء حياتهم الثمينة مع عائلاتهم دون تغيير. لم يكن الأمر أنهم لم يهتموا لميو، بل أنهم كان لديهم شؤون أولى من الاعتناء بأبناء أقاربهم… فذلك شيء لم يستطيعوا أن يقوموا به.
لكنني في الجانب المقابل… أنا لم أمتلك شيئا لأخسره.
ولذلك استطعت التصرف بحسب مشاعري.
من الممكن أن ذلك كان لطف أو حبا أو حتى شعور العدالة. وقد يكون ذلك مجرد رياء ونفاق لكي يرى الناس أن تلك قصة مؤثرة.
لكن… تلك المشاعر التي تملكتني في تلك اللحظة كانت ما جعلني أتصرف.
لأنني لم أمتلك شيئا لأخسره.
لأنني كنت ما أزال يافعة…
“في العادة تسمعين أن الابطال يكونون وحيدين. ذلك صحيح. فالمرء لا يمكنه أن يكون بطلا في حين أنه لديه عائلة. أي نوع من الأبطال سيكون إذا فضل أمور عائلته على حياة الناس؟ وعلى الجانب الآخر فما هذا البطل الذي يتجاهل عائلته؟ كيفما نظرت لتلك القضية، فليس من الممكن أن تكون بطلا إن كان لديك عائلة.”
“…”
“لقد اختلفت الأمور عما كانت عليه قبل عشرة سنوات، حينما كان بإمكانك أن تتصرفي بحرية دون القلق بشأن أي شيء، كاتسوراغي-كون. أما الآن… فميو-تشان هي عائلتك. إنها تلك العائلة التي بنيتها يوما تلو يوم طيلة هذه العشرة سنوات. ولديك علاقة جدية مع جيرانك، ومنصب ومسؤوليات في عملك مختلفة عما كانت عليه عندما بدأت وظيفتك. ظروف كذلك جعلتك تستعينين بـ‘الادراك السليم‘ لأنك صار لديك الكثير من الأمور التي لا تودين خسارتها. لأن ‘الإدراك السليم‘ الخيار المفضل لدى البالغين.” قالت أوينوموري. “أهلا بك، كاتسوراغي-كون في عالم البالغين الممل.”
لقد طعنني ذلك الصوت الساخر.
وبعد انهائي تلك المكالمة، جلست سارحة البال على الكرسي لفترة، حينها فتح باب غرفة المعيشة.
“أمي، هل أنهيت مكالمتك؟”
“أه… أجل. أين تاكّون؟”
“لقد غادر. بما أنك كنت مشغولة بمكالمتك قرر أن يغادر دون توديعك.”
نظرت إلى الساعة وقد تعدت التاسعة مساء.
يبدو أنني أطلت الحديث كثيرا.
“هاي، أمي.”
بينما كنت أغلق حاسوبي وأبعده عني حلست ميو أمامي.
وبدأت حديثها معي دون أي مقدمات وبنبرة جدية.
“هل خططت لما ستفعلين بخصوص تاكو-ني؟”
“ما سأفعل…؟ لا أنوي يفعل أي شيء. فقد قلت ذلك عدة مرات، إنه لمن المستحيل أن نتواعد أنا وهو…”
“لم أقصد ذلك.” حكّت ميو رأسها وتنهدت بعمق.
وبصوت ناضح هائج ومروع، أكملت حديثها.
“أمي، منذ أن صارحك بمشاعره… وانت تتهربين.”
“ماذا…؟”
“كنت دائما تقولين أمورا مثل ‘عندما تفكر بالأمر بإدراك سليم إن الأمر لمستحيل‘ و ‘سأشعر بالذنب تجاه عائلة أتيرازاوا‘ كما لو أنك لم تهتمي سوى للمظاهر. ولا ننسى أيضا أنك قررت اللجوء لخطة إظهار جانبك المقرف لجعله يكرهك. إنك وبكل بساطة تتهربين.”
“أ-أنا لا أتهرب…”
“بل أنت كذلك.”
نظرت إلي بعينيها الباردتين.
أردت أن أشيح بنظري، لكنني لم أستطع. صمتها وتلك الأعين الغاضبة لم يدعاني أفعل ذلك.
“كل ما تقومين به هو استعمال مصطلحات مبتذلة للتتهربي. أمي… أنت لم تتكلمي يوما عن ماهية مشاعرك تجاهه.”
“…”
حينما قالت ذلك، أدركت شيئا.
لم أكن منتبهة له.
لكن على ما يبدو ودون أن أدرك ذلك لم أفعل أي شيء سوى التهرب باستمرار…
في البداية، حاولت التظاهر أن الاعتراف لم يحصل وأكملت التصرف كما أفعل دائما.
استعملت عذر ‘الادراك السليم‘ الملائم لإخفاء مشاعري الحقيقية ولأرفض مواجهتها. وفي النهاية قمت بشيء جبان جدا كإظهار جانبي المقرف لأخيب ظنه بي. على أمل أن يستسلم.
لم أستطع الاعتراض على ما قالته.
نعم.
لم أقل شيئا بعد.
لم أعطه جوابي.
كل ما كنت أقوم هو الهرب والتهرب.
منذ اللحظة التي صارحني فيها تاكّون، كنت أتهرب طوال الوقت.
“أمي، توقفي عن الهرب وأخبريني الحقيقة. ماذا تظنين.”
نظرت لي ميو بنظرة باردة.
“الإدراك السليم والمظاهر… وأنا، توقفي عن استعمال هذه الأعذار المزعجة وأخبريني ما تظنينه بخصوص تاكو-ني كرجل.”
“…”
لم أعرف ما أقول.
تخمين ميو وسخرية أوينوموري بقيا يدوران في رأسي مما قطع حبل تفكيري.
رأسي كان في حالة فوضى… لكن بالرغم من ذلك، أكملت التفكير باستماتة.
توجب علي أن أفكر.
لا مزيد من التهرب… فقط التفكير.
كان علي أن أواجه اعتراف تاكّون وأن أواجه قلبي.
وحينها…
“…أحبه.” قلت. “بالطبع أحبه. دائما ما أحببت تاكّون. أعرف مقدار صدقه ولطفه. وأيضا إنه نوعي المفضل. وأظن أن أي امرأة ستكون في قمة السعادة إن استطاعت مواعدته. وفي حالتي فأنا أيضا سعيدة لامتلاكي فتى جميلة مثله معجب بي.”
“…”
للحظة رفعت ميو جفنها.
كانت على وشك أن تقول شيئا، لكن…
“لكن،” أكملت قبل أن تتمكن من قول كلمة، “لا يمكنني أن أرى تاكّون… كرجل.”
ذلك كان جوابي، وكان ما أظنه حقا.
لم يكن مجرد عذر، بل كانت مشاعري الخالصة.
“أنا أحبه جدا… لكن هذه المشاعر، كيف أقولها… إنه أشبه بحب أم لابنها. لا أحب تاكّون بالطريقة الرومانسية.”
لقد كنت أراقبه منذ أن كان في العاشرة.
وبالرغم من أنه أصبح بالغا وصار لديه قوام رجولي… لا أستطيع أن أراه كرجل. لا يمكنني أن أراه كذلك فحسب.
“ميو، أنا… أردت دائما أن أراك وتاكّون سوية. ظننت أنكما ستكونان زوجا مثاليا. بالطبع، أدرك أن تلك كانت أمنية أنانية من جهتي كأم… لكن بسبب تلك الأمنية، بدأت أرى تاكّون كابن لي وليس كرجل.”
“…”
“بالإضافة إلى ذلك، ميو… المشاعر الحقيقية والمظهر الخارجي، ليسوا بتلك البساطة.”
أوينوموري-سان أخبرتني أنها أمور بسيطة.
لكن بالنسبة لي لم تكن كذلك.
لم أستطع أن أراها كذلك البتة…
“ميو، سابقا قلتي أنني يجب أن أوقف حججي وأقول ما أشعر به… لكن ذلك مستحيل. لا يمكنك الفصل بين التزييف الواقع بهذه السهولة.”
لو تخليت عن قناع التزييف، فكل ما سيبقى هو مشاعرك الحقيقية… كان من الممكن أن تكون الحياة سهلة وفسيحة لو كانت الأمور بهذه البساطة.
لكن التزييف أكثر من مجرد غطاء للحقيقة.
لو كنت طفلا لكان كل شيء أكثر بساطة.
سيسهل عليك كثيرا أن تنزع قناع التزييف، كما لو كنت تقشر ثمرة من الفاكهة.
لكن… في عالم البالغين فذلك مستحيل.
فالثمرة تزداد ذوبانا أكثر فأكثر… فيصبح القشر والثمرة، والأعذار والمشاعر الحقيقية كيانا واحدا.
الأعذار تلطخ المشاعر الحقيقية.
ومع الوقت أهم المشاعر والأحاسيس تختلط بالأعذار.
“أتعلمين شيئا، ميو… أنا في الثلاثينات بالفعل. لا يمكنني أن أقع في الحب معتمدة على مشاعري ونزواتي. يتوجب علي أن أفكر بحياتي الحالية وبمستقبلي. لا يمكنني أن أفتح قلبي وأشارك مشاعري بتهور.”
توجب علي التفكير بالمخاطر.
وكل ما استطعت رؤيته كان المخاطر.
فسيكون خطرا على سلامة هذا المنزل أن أبدأ بمواعدة الفتى الذي يصغرني بعشر سنوات ويعيش بجواري.
إن أصبحت تلك العلاقة مكشوفة للعلن، من يعرف ما سيقول الناس.
لو كان الأمر واقعا علي وحدي، فلن أمانع.
لكن إذا بدأوا النظر إلى ميو بنظرات مرتابة…
“…”
في النهاية، إن الأمر كما قالته أوينوموري-سان، طريقة تفكيري هي طريقة ‘البالغين المملين‘.
لو أمعنا النظر في السلبيات والإيجابيات، فسنرى السلبيات فقط. وعوضا عن التفكير بما سأكسبه، كنت خائفة أكثر مما يمكن أن أخسر، تلك كانت عقلية محافظة وحذرة وحكيمة ونموذجية لشخص بالغ يخشى تجربة شيء جديد.
لكن ذلك هو الاختيار الصحيح.
أنا أم.
لا يمكنني الاستمرار في لعب دور الفتاة.
قبل عشرة سنوات قررت أن أصبح بالغة.
“وكنتيجة لذلك… لا يمكنك أن تواعدي تاكو-ني.” قالت ميو بعد انقطاع.
وبصوت متفاجئ ومستسلم.
“أجل… تماما.”
“…”
أغلقت ميو عيناها وتنهدت بعمق. اعتلت وجهها ملامح الغضب والحزن، شعور مختلط لا يمكنك وصفه بكلمة واحدة.
لكن…
الكلمات التي تلت ذلك جعلت قلبي يتوقف.
“سمعت ذلك، تاكو-ني!” صرخت ميو فجأة.
استدرت باتجاه الردهة.
وبعد ثوانٍ فتح باب غرفة المعيشة ببطء.
وحينها ظهر…
“تـ-تاكّون…؟!”
دخل تاكّون غرفة المعيشة بتردد. مطأطئ عينيه كأنه سجين بينما ملأت عيناه بالحزن.
“لماذا…؟ كان من المفترض أن تكون قد عدت إلى منزلك…”
“…أنا آسف…”
“إنه ليس خطأ تاكو-ني، كنت أنا من رجوت منه أن يقوم بذلك.” قالت ميو مقاطعة اعتذاره. “طلبت منه أن يتظاهر بأنه عائد للمنزل ويستمع بينما أكتشف مشاعرك الحقيقية.”
“لـ-لماذا قمت بذلك…؟”
“لأنني… كنت أشعر بالسوء تجاهه.”
صوتها كان باردا كالثلج.
“لقد استجمع شجاعته ليعترف لك أخيرا ويصارحك بمشاعره التي اختزنها لمدة طويلة… لكنك كنت تعطيه أعذارا مبهمة.”
“ذلك…”
“لعلك كنت تحاولين إيجاد طريقة لا تؤذي فيها جميع الأطراف… لعلك كنت لطيفة فحسب… لكنني أظن أن ذلك ليس عدلا.”
“…”
لم أستطع الرد. لم أستطع أن أجاوب. “ليس عدلا.” الكلمة التي خرقت بها ابنتي أعمق جزء في قلبي.
“أياكو-سان…”
وأخيرا، فتح تاكّون فمه.
“أنا… آسف للغاية.”
أول ما نبتت به شفتاه كان اعتذار شديدا.
“بسبب اعترافي… سببت لك الكثير من المشاكل… وكنتيجة لذلك، أنا أسبب المشاكل لميو أيضا… لقد دمرت علاقتنا لأسبابي الأنانية… أنا آسف للغاية. لكن، أيضا… شـ-شكرا جزيلا لك.”
بعدها، بدأ بكلمات الامتنان.
“كنت تفكرين بأمري بشكل جدي… شكرا لك على ذلك. ولو كان ذلك من خلال التنصت إلى أحاديثك إلا أنني تمكنت من معرفة مشاعرك الخاصة… وأنا آسف لفعلي ذلك. لم يكن الجواب الذي أردت، لكنني سعيد جدا لتمكنني من الحصول على جواب. هاهاها.”
حينها… ابتسم تاكّون.
كانت ابتسامة جافة وفارغة.
واضح أنها مصطنعة.
ابتسامة مؤلمة جعلت قلبي ينقبض بمجرد النظر لها.
“هاهاها… حـ-حسنا، لقد عرفت أن الأمور لن تفلح منذ البداية. لم أملك أدنى فرصة. طفل مثلي لم يكن يوما لائقا بمستوى امرأة مذهلة مثلك.”
وبصوت سعيد، وسعيد بشكل غير طبيعي، تكلم تاكّون.
“عندما قلت أنك لم تريني كرجل… لم يكن عندي شيء لأرد به. كان الأمر واضحا. بطبيعة الحال ذلك ما رأيتني عليه طوال هذا الوقت. بالنسبة لك كان الأمر كما لو أن ابنك اعترف لك، أليس كذاك؟ وبالطبع كان الأمر مربكا. متأكد أني بدوت… مثير للاشمئزاز بالنسبة لك… لقد كنت لطيفة لي لأننا كنا جيرانا… لأنني كنت طفلا. ورغم كل ذلك، كنت أراك كامرأة طوال هذه المدة… أنا فظيع للغاية…”
صوته السعيد المزيف بدأ بالتحطم شيئا فشيئا.
“هاهاها… فلتنسي كل ما جرا، أياكو-سان. دعينا نتظاهر أن شيئا لم يكن… دعينا نعد كما كانت الأمور في السابق… كما كانت قبل هذه اللحظة…”
صوته كان ينخفض.
وبعدها… بدأ تاكّون بالبكاء.
بدأت الدموع تتساقط من وجهه المبتسم.
حين ادراكه ذلك، غطى وجهه ثم قال، “أنا آسف.” وركض خارجا من غرفة المعيشة.
“مهـ-مهلا! انتظر تاكّون~”
“أمي!”
حاولت أن ألحقه، لكن صوتا باردا خلفي أوقفني.
“ما الذي تنوين فعله بعد أن تلحقي به؟”
“مـ-ما الذي أنوي فعله…؟”
ما الذي كنت أنوي فعله؟
ما الذي خططت لفعله؟
ألحقه، وأعتذر منه وأطمئنه… ثم ماذا؟
أعانق الفتى المجروح وابكي برفقته… ثم ماذا؟
وما الغرض من ذلك؟
كل ذلك كان… لأطمئن نفسي.
كان ذلك لأشعر نفسي بالرضى… لأبرر الضرر الذي عرضته له.
“إن ذلك ليس عدلا يا أمي.” قالت ميو مؤنبة.
لم أستطع أن أقول شيئا. ‘ليس عدلا.‘ ظننت الأمر ذاته. دون إدراك مني حاوت التصرف بشكل غير عادل، للدجة التي أصبحت أرى فيها نفسي مثيرة للاشمئزاز.
تداعيت وسقطت على ركبتي.
بدأت الدموع بالخروج من عيني حاولت بشتى الطرق إيقافها.
ظننت أن التظاهر ولعب دور الضحية سيكون شيئا لا يمكن أن يغتفر.